سؤال وجواب مع الدكتور محمد أحمد الزعبي وزير أعلام سابق أثناء حرب 1967
أعزائي القراء ..
خمسون عاما مرت على جريمة او مهزلة ٥ حزيران / يونيو ١٩٦٧ والتي لعب المجرم حافظ الاسد فيها الدور الخياني الأسود في خسارة استراتيجية للأمة العربية لقاء تنصيبه وعائلته ملكا على سوريا .
وبهذه المناسبة طرحت على السيد الدكتور محمد احمد الزعبي وزير الإعلام السوري إبان حرب حزيران مجموعة اسئلة,علما ان الدكتور الزعبي تناول هذا الموضوع في مقالات عديدة وفي لقاء مع قناة العربية .وقد اخترت له خمس أسئلة لم تكن مطروحه سابقا .وقد رغبت أن يكون اللقاء صوتيا حيث باللقاء الصوتي يمكن إزالة الكثير من الغموض لكونه أكثر غنىً بتبادل الآراء , وبناء على رغبته كانت الأسئلة والاجوبة خطيه,
اهلا اخي دكتور محمد شاكرا لكم أجوبتكم على خمس أسئلة:
السؤال الاول: د. محمد هل لديكم معلومات عن تصريح للسيد محمد رباح الطويل وزير داخلية سابق حين كان معتقلا في سجنه صرح به لصديق خرج من المعتقل وروى عن لسانه هذه الروايه:...: في عام1966 حضر من الولايات المتحدة الأمريكية وفد من اليهود الصهاينة الأمريكان، ووصلوا إلى دمشق لأنهم يحملون جوازات سفر أمريكية، وجنسياتهم أمريكية أيضاً، وكلهم من كبار أثرياء العالم، جاءوا يعرضون علينا في القيادة القطرية أن نؤجرهم هضبة الجولان، أو نبيعها لهم ونطلب الثمن الذي نريد !!! ورفض هذا الطلب بالإجماع من القيادة القطرية، وسافر الوفـد إلى بيروت تمهيداً لعودته إلى واشنطن، ...وفي بيروت لحق بهم وزير الدفاع يومذاك حافظ الأسد، ووبخهم على جهلهم في الأمن والسياسة ،فكيف يطلبون هذا الطلب من عشرين عضواً يشكلون القيادة القطرية؟ وتابع حافظ الأسد القول : مثل هذا الطلب يطلب من واحد أو اثنين فقط ، يطلب من شخص فاعل يستطيع أن ينفذ ما وعد به ... اطلبوه مني ــ أنا وزير الدفاع ــ الرجل القوي في سوريا اليوم، وتعهد لهم بتسليمهم الجولان، وتعاقدوا على أن يساعدوه بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية على استلام الحكم في سوريا، ثم تثبيت حكمه فيها، وتعهد لهم بتسليم الجولان, وحصل على سلفة مقدماً قدرت عشرات الملايين من الدولارات وبقية الدفع عند الاستلام ..
جواب السؤال الأول :
لا علم لي بهذا الموضوع ، ولا سيما أن علا قتي الحزبية كانت بحكم المجمدة منذ مداخلتي بتاريخ 26/3/1967 ، وقرار القيادة الحزبية حولها ( سأبعث لك بالقرار )
السؤال الثاني: قضية خيانة الاسد وتسليم الجولان هي حقيقة دامغه لاتقبل الشك ولكن السؤال الذي وردني من عدة أصدقاء هو: هناك خط مباشر بين الجبهة ووزارة الدفاع وحتى مع رئيس الدوله , وحيث أن اللواء أحمد سويداني كان في الجبهة يقوم بجولة تفقدية ,فلماذا لم يتصل بالأسد شخصيا وينفي هذا الزعم وفي حال عدم استجابة الاسد يتم رفع الأمر إلى سلطات سياسية وحزبية أعلى بدل أن يعود لدمشق ويستسلم لبيان الخيانه رقم 66؟
جواب السؤال الثاني :
لم يكن المرحوم اللواء سويداني آنذاك بجولة في الجبهة ، وإنما كان يشرف / يدير العمليات العسكرية ، من غرفة عمليات خاصة في الجبهة ( أعتقد في القنيطرة ) ، وإذا ماكان بينه وبين حافظ خط مباشر فلابد أن يكون قد تكلم معه ، ولذلك خبرني حافظ بعد إذاعة البلاغ وقال ( يبدو أننا استعجلنا يارفيق محمد بإذاعة البلاغ 66 ، لأن القنيطرة لم تسقط ، ولكنها محاطة من ثلاث جهات أي أنها بحكم الساقطة عسكرياً ) وبتقديري الشخصي ، فإن أحبل الود قد انقطعت بينهما ( ؛حافظ الأسد وأحمد سويداني ) بسبب إذاعة هذا البلاغ ، بدليل تقديم اللواء سويداني استقالته وسفره إلى بغداد مباشرة بعد وقف القتال ، وانتهاء الحرب .ولعلم الأخ هشام ، فإن اللواء سويداني محسوب على جماعة اللواء صلاح جديد ، الذي قتله حافظ وهو عنده في السجن لاحقاً
السؤال الثالث: كيف أقنع الاسد كل التركيبة السياسيه والحزبية والعسكرية بهذا الانسحاب المذل استنادا لضابط صغير لم يعرف اسمه حتى الآن ولم يصرح به ولماذا لم يقدم هذا الضابط الصغير لمحكمة عسكرية بينما سكت الجميع حزبيين وسياسيين وعسكريين عن مؤامرة لم يقتنع بها حتى الإنسان العادي ؟
جواب السؤال الثالث :
لم تكن الشكوك حول سلوك حافظ الأسد في تلك الفترة واضحة بعد ، وبدليل أنني عندما بعثت بالبلاغ 66 للقيادة العليا ( نور الدين وصلاح جديد ويوسف زعين وابراهيم ماخوس ) طلب مني رئيس الوزراء الدكتور يوسف زعين الذي لا أشك بوطنيته ونظافته أن أذيع البلاغ ، ( لأن الرفيق حافظ قد أبلغنا أن القنيطرة قد سقطت ) على حد قوله لي . إن البلاغ 66 الكاذب هو الذي كشف البعد التأمري لحافظ الأسد مع إسرائيل في تلك الحرب ، ولقد ذكرت من جهتي شهادات لكل من : اللواء أحمد سويداني رئيس أركان الجيش السوري آنذاك ، ومروان حبش عضو القيادة القطرية السورية آنذاك ، والرائد فؤاد بريك قائد سرية استطلاع أحد الألوية آنذاك ، حول هذا الموضوع ( البلاغ 66 ) ، كما أن البلاغ 67 والذي أسميته ب ( البلاغ الترقيعي ) ، كان من صياغتي ، ولكنني لم أذعه إلاّ بعد أن قرأته على حافظ بالهاتف ووافق على إذاعته كبلاغ عسكري
السؤال الرابع: ماهي معلوماتكم عن مذبحة الجيش والذي قدم الاسد قوائم تسريح لمئات الضباط السنيين للدكتور نور الدين الاتاسي لاعتمادها متهما إياهم بالناصريين والمتدينين فيوقعها له ثم يوقع بدلا عنها قوائم أخرى بإعادة مسرحين علويين للجيش؟إلا يعتبر برأيكم الرئيس نور الدين الاتاسي مسؤولا عن مذبحة الجيش مع الاسد .؟
جواب السؤال الرابع : لأن حافظ الأسد وأتباعه قد قاموا ببرمجة الجيش وإعادة صياغته مباشرة بعد 8 آذار 1963 ، لكي يكون رهن إشارتهم دونما تردد ، أو تساؤل . وأنت تعلم أن بعض القطعات قد قاتلت في الجولان ، ولكن أغلبية القطعات امتثلت لأوامر وزير الدفاع و " رفاقه " من قادة القطعات ، وأذكر لك مثال الرائد فؤاد بريك ، قائد سرية استطلاع أحد الألوية ، كيف تمت معاقبته لأنه جمع 48 صندوق من على أرض المعركة ، وكانت عبارة عن مدافع مضادة للدبابات لم تستعمل بعد .أما مسألة المحاكمة العسكرية ياأخ هشام : فمن سيحاكم من ؟ هل إن شهاب الدين سيحاكم أخاه ؟ لقد اتصلت بعد إعطاء حافظ أوامرالإنسحاب هاتفياً بعزت جديد ( لاأعرف رتبته العسكرية ) وسألته فيما إذا كان لواؤه ( اللواء 70 الشهير ) قد تعرض لقصف الطيران الإسرائيلي أثناء الإنسحاب ، فنفى نفياً قاطعاً أن يكون قد خسر آلية واحدة خلال هذا الإنسحاب . وكان في كلامه هذا اتهام صريح لحافظ الأسد . وكنت قد علمت من البعض أن اللواء أحمد سويداني قد أعطى أوامر عسكرية لبعض قادة القطعات للقيام بهجوم معاكس لسد الثغرة التي اخترقتها إسرائيل في هضبة الجولان ، ولكن هذا البعض لم يطع أوامره، لأنها ليست صادرة عن وزير الدفاع ( حافظ )
سؤال اخير : نعرف ان التركيبة الحزبية تتالف من قياده سياسية وقيادة حزبية مؤلفة من امين عام ومساعد واعضاء مكتبه وقيادتين قطرية وأخرى قومية .وسؤالي هو: هل اللجنة العسكرية والتي كان فيها الاسد ومجموعة من ضباط طائفيين تشكلت في مصر .. هل هذه اللجنه كانت معتمدة رسميا ضمن التركيبة الحزبية؟ اذا كانت الإجابة ب لا , فلماذا إذن لم تقم القياده بحلها ؟ أم ان القيادة هي أضعف حتى من إنهاء كيان غير شرعي بالحزب.؟
جواب السؤال الخامس :كان تشكيل هذه اللجنة سراً على الحزب وعلى المجلس الوطني لقيادة الثورة ، وما كان معروفاً هو فقط ، أن المجلس الوطني لقيادة الثورة ، وبعد تصفية الناصريين ، مكون من مجموعتين إحداهما عسكرية متعددة الرتب والإنتماءات ، والأخرى مدنية ، والذي سمح بكشف موضوع لجنة القاهرة والخلافات الطائفية ضمن المجموعة العسكرية التي كانت جزءاً من المجلس الوطني لقيادة الثورة ..
**************
شكرا للأخ الدكتور محمد بالإجابة على هذه الأسئلة المختصرة
مع خالص المودة
وسوم: العدد 723