منهج تدريس اللغة العربية (المحادثة) لغير الناطقين بها
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن لكل مادة تعليمية طريقة ومنهجية متبعة في تدريسها، حيث تتباين الحصص الدراسيّة بين بعضها البعض
لسببين:
طبيعة المادة الدراسيّة. طريقة عرضها من قِبل المعلم.
ومادة اللغة العربية مادة أدبية حسية ثقافية، تعتمد على "النطق والسماع والإدراك والتقليد" وتكون الحاجة
ماسة لهذه العناصر الأربعة في قسم "المحادثة" أكثر من غيرها.
والمحادثة: هي الكلام الـمُتَبادل بين شخصين أو أكثر، لإيصال فكرة معينة، إضافة إلى إظهار مجموعة المشاعر والأحاسيس عبر وسيلة النطق بالحروف العربية أو باللغة التي يتعلمها الطالب.
أركان المحادثة الصحيحة هي : الأشخاص المتحدثون اثنان فأكثر. التعبير الصادق. الاستماع الجيد للألفاظ بشكل صحيح ومركّز. فهم الشيء المسموع. النطق السليم. أداء المسموع وتقليده. طريقتي في التدريس :
1- التدرج من السهل والانتقال بشكل لطيف للأصعب.
2- تعريف الطالب عن مزايا اللغة العربية وفوائدها وفضائلها وعِظمها وتبسيطها أمام الطالب.
3- تحبيب الطالب باللغة العربية، فالإنسان عدو ما يجهله.
4- الإشارة وسيلة تعليمية مهمة جداً في دروس المحادثة يجب الاعتماد عليها.
5- الصور والإيضاحات من الوسائل والأدوات التعليمية المهمة في كل المواد، وفي المحادثة أولى.
6- التكلم والشرح والسؤال (الدرس كاملاً ( باللغة العربية فقط، دون التعرض لكلمة واحدة باللغة
المغايرة وتعود الفائدة على الطالب بهذا الأسلوب وذلك :
سماع الطالب أكبر قدر ممكن من ألفاظ اللغة العربية. يتعرف الطالب ويعاين إيحاءات وتعبيرات الأستاذ بنطقه الكلمة العربية. يساعد الطالب على التركيز بشكل كامل )الرؤية – السماع – الفهم ( ليفهم معنى الكلمة. يُحرّض الطالب على السؤال عن أي شيء يجهله في اللغة. يعطي الطالب اللفظ الأصح والأمثل للكلمة. يدفع الطالب للبحث بالمعاجم والقواميس لإيجاد الكلمة المطلوبة. تقوية مخارج الحروف لدى الطالب (الأجنبي) عند تقليده الأستاذ وتكراره للفظ. يحاول الطالب عدم تفويت أي لحظة في الدرس، ليسمع الكلمة بشكل صحيح. الكلمة العربية المغايرة للغة الطالب تجعله متيقظاً مبتعداً عن الشرود. ينبه الطالب على الفوارق والمتشابهات بين الكلمات العربية وبين لغته الأم. الإكثار من سماع الشيء ينمّي عند الطالب حب التقليد والتكرار. أخيراً وهو الأهم اللغة أساسها النطق، وباب النطق للعقل الأذن، فالسماع أولى في تعليم اللغة.
7- سؤال الطلاب جميعاً بشكل) جماعي أو فردي( عمّا فَهِموا من النص أو الجملة أو الكلمة "قبل الشرح"، وعن أي أمر صَعُب فهمه.
8- إعطاء الطالب الوقت الكافي للتفكير في الإجابة، وإعادة السؤال إن لم يفهم.
9- التخلص والابتعاد عن جو الملل، بالانتقال من موضع لآخر ومن فكرة لأخرى عند الإحساس بثقل الدرس.
10- أستعمل كل الأدوات والوسائل التعليمية الحديثة المتاحة فهي تُساعد في فهم أفضل، وسرعة بإيصال الفكرة.
11- الاهتمام بالواجبات البيتيّة والأنشطة الفردية والجماعية.
12- إجراء الاختبارات المتعددة خلال الفصل الواحد لتحديد مستوى الطالب.
13- بعد كل ما تقدم التوكل على الله عز وجل فهو ولي الأمر والتدبير وهو الموفق سبحانه وتعالى.
المعايير لامتحان مستوى الطالب: في المستوى الأول يُختبر الطالب بقدرته على لفظ مخارج الحروف والكلمات بشكل جيد، وإتقانه للمواضيع البسيطة المطلوبة منه. في المستوى الثاني يختبر بقدرته على تشكيل الجملة الاسمية والفعلية والتمييز بينهما، والتدريب على بعض العكوس والمفرد والجمع. في المستوى الثالث يختبر باستيعابه للكلام الذي يسمعه وقدرته على الإجابة بشكل صحيح، واختباره في بعض المرادفات والعكوس (ضمن المواضيع المحددة). في المستوى الرابع يجب أن يكون قادراً على الإجابة عن أي سؤال "ضمن ما درسه" والتعبير الصحيح عما يخالجه من مشاعر وأحاسيس (في إطار الكلمات والألفاظ التي اكتسبها خلال العام). الطرق والوسائل والآليات المناسبة في تعليم الطالب اللغة العربية "من خلال تجربتي بتدّريسها": التكلم باللغة العربية فقط. قراءة وكتابة أسماء الطلاب باللغة العربية. إسماع الطلاب الحروف الأبجدية، والسماع منهم بشكل يومي. حث الطالب على سماع القرآن الكريم بشكل دائم. إسماع الطلاب بعض آيات من القرآن الكريم بشكل يومي )ثلاث أو أربع دقائق). تعليم الطلاب بعض القصائد الشعرية المفيدة، وتحفيظهم إياها والسماع منهم أيضاً، وجعلها نشيد البداية. سؤال الطلاب دائماً عن كل فكرة، وبشكل واسع. سماع الكلمات والجمل والنصوص من كل الطلاب. التلقين الصحيح لكل جديد من النصوص، مع تكرار اللفظ من الأستاذ والطالب. عرض مقاطع صوتية بسيطة للطلاب من (القصائد الشعرية – أناشيد للأطفال(. عرض أفلام ومسلسلات كرتونية هادفة لتشجيعهم على الحوار. انتقاء المقاطع والنصوص والمسلسلات والأناشيد باللغة الفصحى والابتعاد عن العامّية. سؤال الطلاب ماذا فهموا من المقطع الذي سمعوه. تكليف الطلاب بواجب سماع المقطع في المنزل ثم كتابته. تكليف الطالب الوقوف أمام رفاقه ليتكلم باللغة العربية بشكل كيفي) خمس دقائق(. تكليف الطالب الوقوف أمام رفاقه والإجابة على أسئلتهم) خمس دقائق). سؤال الطالب أسئلة كيفيّة من قِبل الأستاذ. تكليف الطلاب بكتابة بعض الجمل في البيت) فعلية - إسمية(. حث الطالب على الاستماع للقنوات الإخبارية العربية التي تلتزم الفصحى. حث الطالب على الاستماع لقناة الحديث النبوي الشريف في المدينة المنورة. إجراء بعض المسابقات بين الطلاب بشكل (فِرَق أو ثنائي( يكون الطالب فيها السائل والمجيب. صهر الآداب والأخلاق العربية والإسلامية مع اللغة درس المحادثة. تفعيل دور العارض في الدروس الصوتية والمرئية. استخدام السبورة ففيها دور مهم في الفهم والاستيعاب، وخاصة مع وجود الأقلام الملونة. إملاء الطلاب بعض الكلمات لكتابتها غيباً. منع الطالب من التكلم باللغة غير العربية بشكل دائم، وعدم السماح بالسؤال بغير العربية. مساهمة الطرفة والابتسامة في المشاركة في الدرس، لتبعد الطالب عن الملل والسآمة. تعليم الطالب بعض الجموع والعكوس والمرادفات، حتى ولو كانت من خارج الدرس. تحفيظ الطالب أيام الأسبوع وأشهر السنة والفصول والأرقام. التكلم مع الطالب باللغة العربية، حتى خارج الصف، وفي غرفة المعلم وساحة الاستراحة. تحريض الطلاب على التكلم بين بعضهم في البيت والشارع والمطعم باللغة العربية. شراء بعض القصص العربية البسيطة وفتح باب الإعارة من مكتبة المدرسة أو المعهد أو الجامعة. تكليف الطالب بدفتر صغير )للجيب (يكتب فيه المفردات التي حفظها فتكون كالقاموس الشخصي. تكليف الطالب بتحويل برامج الهاتف والحاسب والتلفاز إلى اللغة العربية. تدريب الطلاب على بعض المسرحيات الملتزمة. توجيه هواة الاستماع للموسيقى عبر هواتفهم بإبدالها بالقرآن الكريم والأناشيد والقصائد الإسلامية العربية. حث الطالب على مصاحبة أو مرافقة العرب ليأخذ منهم اللغة بشكل جيد. تحضير الطلاب بعض المواضيع التي سنتحدث بها في الدروس القادمة. تبسيط القواعد للطلاب لأبعد الحدود، والخروج عن النمطية القديمة. تعليم الطالب الإيجاز في إنشاء الجمل وعدم تطويلها. زرع حب اللغة العربية في قلوب الطلاب، والتخلص من فكرة صعوبتها. استخدام الأفضل في التدريس، والبحث عن الأحدث في تطوير طرق تدريس اللغة. طرح فكرة السفر في العطلة، وزيارة بعض الدول العربية للممارسة التكلم بشكل واسع. حث الأساتذة في قسم اللغة العربية (النحو والصرف والبلاغة) على التكلم مع الطلاب باللغة العربية ويعد هذا البند من أهم البنود. السعي في إنشاء وتأسيس مكتبة حافلة بكتب اللغة العربية والأدب في المدرسة والمعهد والجامعة إضافة لمجموعة صوتيات ومرئيات. حث الأساتذة في قسم اللغة العربية بكتابة أسماءهم على الأبواب وفي غرفهم باللغة العربية. إقامة بعض المناسبات الخاصة باللغة العربية، والتحدث عنها بتوسع مثل (اليوم العالمي للغة العربية). حث الطالب على اصطحاب القاموس بشكل دائم. عدم التكلم مع الطالب بالعامّية أو باللهجة المحكيّة لبعض البلدان العربية.
ملحوظة: تتضمن هذه الرسالة بعض الفقرات الصالحة لتكون منهجاً لتدريس أكثر المواد غير اللغة، إضافة لكونها منهجاً لتدريس كثيراً من اللغات العالمية أيضاً.
وأخيراً: ما كتبته في هذه السطور خلاصة خبرتي في هذا الطريق، وقد وفقني ربي به في مُدارستي للغة العربية مع الإخوة الطلبة غير العرب، أرجو الله عز وجل أن يكرمني لما فيه الخير والسداد، ويجعل الهداية والرشاد ثمرةعملنا، فهو الموفق، وهو ولي الأمر والتدبير والحمد لله رب العالمين.
مُدّرِس اللغة العربية في جامعة أبنت عزت بايصل
كلية الشريعة "الإلاهيات "
في تركيا / بولو
وسوم: العدد 757