خبراء وسياسيون: "ما خفى أعظم" أثبت تورط قادة الحصار في المحاولة الانقلابية السابقة
أكدوا أن الفيلم كشف أطماع دول الحصار التاريخية
الجوادي: الحصار نتيجة جينات طامعة في ثروات قطر
الدويلة: التحقيق أثبت أن الأزمة الحالية لها جذور قديمة
الدقي: الوثائقي فند ادعاءات وأكاذيب دول الحصار
بثّت قناة الجزيرة"، الجزء الأول من تحقيق "قطر 96"، حيث عرض للمرة الأولى شهادات تكشف تفاصيل دقيقة عن محاولة الانقلاب التي جرت عام 1996 على نظام الحكم، وذلك من خلال عرض الفيلم لوثائق حصريّة وشهادات لقيادات شاركت في محاولة الانقلاب، وأخرى للسفير الأميركي في قطر خلال تلك الفترة يتحدث فيها للمرة الأولى عن الحادثة.
وكشف التحقيق عن ضلوع السعودية والإمارات والبحرين ومصر في دعم محاولة الانقلاب.
في السياق ذاته أكد محللون وسياسيون أن تحقيق الجزيرة "ما خفي أعظم" الذي كشف تفاصيل المحاولة الإنقلابية في عام 1996، التي تمت بتدبير من مصر والإمارات والسعودية والبحرين، أكد ضلوع دول الحصار في دعم المحاولة الانقلابية على نظام الحكم في قطر عام 1996، وينزع الغطاء عن نواياها الحقيقية، واعتبروا الحقائق المذكورة في الفيلم صادمة وتكشف عن وجود نوايا سابقة لاستهداف قطر.
جينات موروثة
من جانبه، أكد الدكتور محمد الجوادي المفكر والمؤرخ المصري أن الفيلم الذي بثته قناة الجزيرة تحت عنوان" ما خفى أعظم" كشف ثلاث حقائق رئيسية:
الأولى، تتمثل في أن الذي كشف عملية الانقلاب عام 1996 هو أحد أبناء الشعب القطري، وذلك عندما شعر بواجبه نحو وطنه واستقراره وأمنه، مشيرًا إلى أن ما فعله المواطن القطري يعتبر وطنية متقدمة، تقدم مصلحة الوطن على الذات، والتي يندر وجودها إلا في مجتمعات تؤمن بالله وتحترم القيم الدينية وتفهم معنى الوطنية، على نحو يصحح الخطأ، ولا يتشبث برأيه، كما هو الحاصل في المجتمع القطري.
أما الحقيقة الثانية التي كشفها الفيلم فهي تكشف أن هناك مخابرات دولية كثيرة كانت على علم بالمؤامرة، مثل المخابرات الفرنسية واليمنية، إلا أن هذه المخابرات لم يهمها استقرار المنطقة، وبالتالي رفضت إبلاغ قطر بالتحركات الانقلابية.
الثالثة: أن مخطط حصار قطر الحالي لم يأت من فراغ، وإنما جاء من "جينات موروثة" طامعة في ثروات قطر، وبالتالي تحاول تركيع الارادة القطرية، حتى تكون أفعالها راكعة وسياستها خاضعة، لافتًا إلى أن هذا الأمر لا يتأتي بحسب ما يريدون إلا من خلال عمليات البلطجة والمؤامرات التي خططت لها دول الحصار سابقاً وحاليا.
أطماع قديمة
وقال ناصر الدويلة عضو مجلس الأمة الكويتي السابق: إن التفاصيل التي جاءت في تحقيق "ما خفي أعظم" أصابته شخصيًا بالصدمة لوقوع هذه الأفعال بين دول شقيقة، في وقت يفترض فيه أن يكون الأمن الخليجي والعربي موحدا.
وأوضح الدويلة في لقاء مع الجزيرة أن التحقيق أظهر أيضا أن الأزمة الحالية بين الدول الخليجية ليست أزمة طارئة، وإنما أزمة ذات جذور قديمة تتعلق بنظرة دول الحصار لقطر ولعدم تحملها للرأي الآخر ولمنهج قطر الذي اعتمد على الشفافية والإعلام وبناء الدولة الحديثة.
وأضاف: إن التفاصيل التي ظهرت في الفيلم الوثائقي مؤسفة ومحبطة ولا أعرف جدوى الاجتماعات العربية إذا كانت الانظمة تتآمر على بعضها البعض، مشددًا على أن عملية الانقلاب الفاشلة في قطر تستوجب ضرورة الاحتياط وعدم الوثوق في الأنظمه العربية.
وأشار إلى أن المؤامرة التي أُُحبطت في قطر قد تم التخطيط لها في عدد من العواصم العربية، لافتًا إلى أنه من غير المستبعد أن تتكرر في أي بلد آخر، خاصة أن بعض الانقلابات نجحت في مصر واليمن وفشلت في مسقط والخرطوم، ومع ذلك ما زالت قوى الشر تلعب في مصائر الشعوب وتحارب الحرية وتقاوم حق الشعوب في اختيار النظم الديمقراطية.
3 محاولات انقلاب
من جانبه قال حسن أحمد الدقي أمين عام حزب الأمة الإماراتي: إن هناك ثلاث محاولات انقلابية قادتها دول الخليج ضد قطر، أولها كانت في 1996 كما جاء في تحقيق الجزيرة" ما خفي أعظم" والثانية كانت في 2014، والثالثة التي تمت في بداية الحصار، كاشفًا عن أنه استطاع الوصول لتفاصيل المحاولة الانقلابية قبل إذاعتها في وثائقي الجزيرة.
وقال إن السعودية استعانت بمليشيات ومجموعات مرتزقة لنشرها في قطر عقب نجاح المحاولة الانقلابية، مشبها ما فعلته السعودية آنذاك بما تفعله الإمارات حاليا من خلال استعانتها بمرتزقة من دول أفريقية لتنفيذ أجنداتها في دول الربيع العربي.
وأوضح أن الوثائقي فند مزاعم وادعاءات دول الحصار بأن قطر تدعم الإرهاب وغيره من التهم التي وجهتها جزافًا، مشيرًا إلى أن دعم حسني مبارك للمحاولة الانقلابية في 96 يكشف أن النظام المصري يضمر الشر لقطر من زمن بعيد، وأن اتهاماته بدعم قطر للاخوان المسلمين محض افتراء وكذب، ومجرد ذريعة من أجل الاستيلاء على ثروات الشعب القطري.
وسوم: العدد 762