بوركت شعب تركيا المسلم العظيم...
وبورك اختيارك... وبوركت قيادتك
أيها الشعب التركي المسلم العظيم..
لقد أذهلت العالم بحسن اختيارك لقيادتك ، وأدهشت العالم كذلك بوحدتك ووعيك ووفائك... قلتَ : نعم ... لممثليك الإسلاميين الصادقين الأمناء الأوفياء الذين تشرَّفوا بخدمتك والتزموا بالعهد الذي عاهدوك عليه ، أن يكونوا الأوفياء لرسالتك ، الحماة لحقوقك ، الذائدين عن حريتك ، الأمناء على مالك ، الصادقين في تمثيلك ، من خلال البلديات التي أداروها بشرف وجدارة ، وقد أحسنوا الاقتداء برئيسهم القائد العظيم رجب طيب أردوغان الذي تألَّق نجمه وأحبه شعبه يوم راس بلدية استانبول ، فخدم المدينة ، وقاد نهضتها وجعلها في مصاف عواصم العالم نظافة وتنظيماً وتجديداً وتطويراً وتجميلاً ، ووفَّر ويسر الخدمات للشعب في استانبول العاصمة، وحارب الرشوة والفساد ، وأعطى المَثَل والنموذج للمسؤول المسلم والقائد المسلم .
وهكذا أحبه الشعب التركي وأحبَّ تلامذته وأحبَّ حزبه ومنحه ثقته وتأييده.
لقد صدق أردوغان شعبه فصدقه وجدَّد له العهد ، كان أردوغان وفياً لربه ، وفياً لدينه ، وفياً لعقيدته ، وفياً لشعبه ، لم يخف يوماً إسلامه ، ولا التزامه ، ولا عاطفته الإيمانية ، كان فعلاً يمثل الشخصية الإسلامية العثمانية ، بل ولم يخف طموحه أن يستعيد دور العثمانيين في خدمة الإسلام وأمة الإسلام، ويشاء الله سبحانه أن يكرم مولانا أبا الحسن الندوي رحمه الله تعالى وقد توقع أن يعود العثمانيون المسلمون إلى حكم تركيا، قال ذلك في الستينات من القرن الماضي ثقة منه بأصالة الشعب التركي ومعرفته بعمق عمق انتمائه لإسلامه وعقيدته، واعتزازه بأجداده بني عثمان الذين طوَّح بحكمهم اليهود وأتباعهم من الكماليين أبناء يهود الدونما.
ويشاء الله كذلك أن يخرس العلمانيين وإلى الأبد إن شاء الله، وقد قال رئيس حزب الشعب الجمهوري العلماني ذات يوم : إنه من العار على تركيا أن يحكمها رجل تخرج من مدرسة الخطباء . نعم... هذا خريج مدرسة الخطباء الذي يبايعه الشعب التركي اليوم ، وقد حكم وحزبه تركيا لاثني عشر عاماً بأكثرية مذهلة، وتأييد كاسح ، لم يبع الشعب التركي ضميره وشرفه ومستقبله لمليارات الدولارات التي أُنفِقت من أجل شراء صوته لانتخاب العلمانيين الفاسدين، و لم تثنه الحملات الإعلامية الفاجرة الكاذبة عن انتخاب من وثق بدينهم وأمانتهم و عهدهم ، ولم تؤثِّر عليه المؤامرات المحلية والدولية بل والعربية في تغيير قناعات الشعب التركي باختيار ممثليه الإسلاميين الذين خبرهم وجرَّبهم وعرف صدقهم وأمانتهم ... حُييت يا شعبنا التركي المسلم العظيم ، لقد كنتَ صلب العود ، صادق الوعد ، راشداً في اختيارك، واعياً في انتخابك ، حراً في قرارك ، مستقلاً في إرادتك ، لم تساوم ، ولم تهادن ، ووجهت صفعة مؤلمة لكل من أراد أن يزيِّف إرادتك ويزوِّر اختيارك.
كانت صفعة قوية للعلمانيين الذين خاضوا معركتهم الانتخابية مع حلفائهم الجهلة البلهاء بالكذب والتشويه وتمويه الحقائق ومحاولة لصق التهم الفاجرة بالطيب أردوغان ...وكانت صفعة مؤلمة كذلك لإسرائيل والقوى الصليبية الحاقدة التي تحاول المستحيل لتحول دون بروز قائد مسلم طاهر نظيف، حتى في انتخابات حرة نزيهة ديمقراطية حقيقية ، وتوثيق دولي أممي بنزاهة الانتخابات.
وهي كذلك صفعة صاعقة للذين أنفقوا المليارات من الدولارات لإسقاط الرجل وحزبه، لأن هؤلاء أيضاً لا يريدون أن يكشفهم حاكم مسلم مستقيم السيرة طاهر اليد، فيما يدعون من حكم نظيف مزعوم وصدق الله القائل عنهم وعن أمثالهم عبر التاريخ : [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ] {الأنفال:36}.
وصفعة مؤلمة لحكام مصر الزائفين الذين أمَّلوا أن يسقط أردوغان، فيبرروا إسقاطهم للرئيس الشرعي الدكتور : محمد مرسي فرج الله عنه وعن إخوانه وأحسن خلاصهم.
وإنها لصفعة قوية للنظام المجرم في دمشق الذي راهن على سقوط أردوغان صديق الشعب السوري في غربته و محنته وثورته.
بوركت أيها الشعب التركي المسلم العظيم ، فقد كنت معلِماً للشعوب العربية والإسلامية وستبقى كذلك بإذن الله، نأمل أن تستفيد هذه الشعوب من تجربتك العظيمة ، حتى تصون حريتها ، وتحفظ استقلالها ، وتحسن اختبار قادتها.
التاريخ أخوكم محمد فاروق البطل
2/6/1435 الموافق 2/4/2014 نائب الأمين العام لرابطة العلماء السوريين