الحياة مجموعة سلاسلَ ، من المؤامرات ، بين الناس !
الائتمارُ والتآمر والمؤامرة : كلها بمعنى واحد ، هو: التشاور، حول أمر ما ، نافع أو ضارّ، حسن أو سيّء !
الأسرة تأتمر، فيما بينها ، حول شأن من شؤونها ، وكذلك : القبيلة ، والحزب، والجماعة ، والحكومة .. ومجموعة دول ، عبر حكّامها ، أو وزرائها !
يحلو، لبعض الناس ، أن يمثلوا أدوار الضحايا ، لمؤامرات الآخرين ؛ لاكتساب عطفٍ ، أو تعاطف .. أو: لرصّ صفّهم ، في مواجهة الأعداء .. أو غير ذلك !
وبعض الناس ، يستهجنون فكرة الخضوع ، لعقلية المؤامرة ؛ فيسعى كلّ منهم ، إلى تبرئة نفسه ، من هذه العقلية ، قائلاً ، بزهو ساذج : أنا غير محكوم بعقلية المؤامرة ! ويظنّ هذا القائل ، أن في كلامه هذا ، نوعاً من التحرّر العقلي ، أو التجرّد الفكري .. غافلاً عن أن الحياة ، لا تقوم ، دون ائتمار بين الناس ، أو تآمر، أو مؤامرة .. في أيّ شأن ذي بال ، من مستوى الأسرة، حتى الدولة ، حتى مجموعة الدول ، التي تنسّق ، فيما بينها ، في إطار تحالفات ، أو معاهدات ، أو اتفاقات مرحلية !
وعقليةُ نفي المؤامرة ، ونفي الخضوع لها ، بحجّة تحرير الرأي أوالعقل .. أو بحجّة التجرّد والموضوعية..هي عقلية ساذجة ! أو هي متآمرة ، تسعى إلى خداع الآخرين، لينصرفوا عن الائتمار، فيما بينهم ، ليظلّ أصحاب هذه العقلية المتآمرة ، يتآمرون فيما بينهم ، ويكيدون ، لخصومهم الغافلين ، الرافضين لنزعة المؤامرة !
وأخطر مافي المسألة، عند هؤلاء ، الرافضين لفكرة المؤامرة ، أو لنزعة المؤامرة.. أنّ أحدهم - حين يكون مسؤولاً عن قرار ما – يفكّر، بتجرّد بليد ، كما لو كان وحدَه، في ساحة الصراع ، بعيداً عما يدبّره الآخرون !
ولله في خلقه شؤون !
وسوم: العدد 767