المُجرمون يُسقطون أنفسَهم .. فأين المُبادِرون !؟

(قلْ مَن كان في الضلالة فليمدُدْ له الرحمن مَدّا). الحمد لله، على أن أعداءنا:- سادة وعبيداً- يُسقطون أنفسَهم بأنفسهم، بأقوالهم وأفعالهم ،الصريحة المُخزية ! فلا تبقى حُجّة ، لمغترّ بهم ، أو مُدافع عنهم ، أومتردّد في مجابهتهم ! فهل يملك المؤهّلون ، من أهل الحقّ ، القدرةَ ، على استثمار هذا السقوط ، وتوظيفهِ ، لمصلحة الحقّ ، وأهله !؟ كلّ فرد ، يرى نفسَه مؤهّلاً، للاستثماروالتوظيف ، مندوبٌ - في موقعه- إلى المبادرة ، للإسهام ، في هذه المهمّة، بقول ، أو فِعل ؛ فالصراع مَرير، والفرَص مُتاحة ، والميادينُ واسعة ، وكلٌّ حَسيبُ نفسِه ، والله حَسيبُ الجميع !

الاعتذار  عن التقصير في العمل ، أمام الناس ، سهل ، وأساليبه كثيرة ! لكنّ الاعتذار عنه ، أمام الله ، لاينفع صاحبه ، بل قد يزيده خبالاً؛ حين يحاول ، أن ينقذ نفسه ، بالتذاكي ، واختلاق الحجج الواهية ! فالله لايكلف نفساً ، إلاّ وسعها ! فمَن ملك القدرة ، على حمل الرطل، لايكلف بحمل القنطار، ومَن ملك القدرة ، على بذل الدرهم ، لايكلف ببذل العشرة ، ومَن أوتيَ قدرة ، على إنقاذ نفس ، من الهلاك : بالعلاج الطبّي ، أو بدفع كلفته..لايُطلب منه، إنقاذ عشرة أنفس ، ومن لديه موهبة ، لأقناع مجرم واحد ، للكفّ عن إجرامه ، أو لردعه عن الإجرام، غير محاسَب على عجزه ، عن إقناع خمسة أو عشرة ، أو ردعهم عن أجرامهم !

 وسبحان القائل : بلْ الإنسانُ على نفسِه بَصيرة * ولوْ ألقى معاذيرَه !

وسوم: العدد 768