حاجة الأمة للعلم واليقين
هناك لطيفة إيمانية تعلمتها منذ بدايات الصحوة المباركة ، كان أول مطالعاتي للإمام المودودي رحمه ، قرأت كتابه الرائع المفيد مبادئ الإسلام و هو كتاب اهتدى بسببه الكثير .
إن الفائدة التي وقفت عندها ؛ حينما عرف الإيمان بقوله : هو علم مع اليقين أي ايمان ليس معه ريب و لا شك و لا تردد .
لهذا لمسنا أثر ذلك الإيمان الراسخ ، الإيمان الذي لا تزلزله الجبال ، الإيمان الذي يصمد عند المحن ، الإيمان الذي يقاوم الإغراء . تجلى ذلك الإيمان واضحا في صور عملية ناطقة في نماذج حياة الصحابة رضي الله عنهم ، و قد وصفهم الله بقوله مؤكدا تلك الحقيقة ، قال تعالى في سورة الحجرات : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ، ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) الحجرات:15 .
و حين تقف عند أقوال العلماء في بيان اليقين نعرض قول الحافظ ابن رجب الحنبلي –رحمه الله - في “ فتح الباري ” (1/13): واليقين هو : " العلم الحاصل للقلب بعد النظر والاستدلال ، فيوجب قوة التصديق حتى ينفي الريب والشك ، ويوجب طمأنينة القلب بالإيمان ، وسكونه وارتياحه به ” .
و لو تأملنا حالة ضعف الالتزام و الانقياد لأحكام الشرع ، لوجدنا أن الخلل حاصل في هذين الحقيقتين ، حقيقة العلم بمقتضيات الإيمان و حقيقة اليقين ،.
إن حاجتنا لليقين حاجة بالغة ، كحاجتنا للماء و الهواء فقد طلبها من هم أرفع منا منزلة ، و أشرف منا مقاما ، و هم الصحابة رضي اللله عنهم ، فقد كانوا يسألون الله اليقين و الثبات على الحق . وعَنْ عُمَرَ ، قَالَ : " إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَنَا ، فَقَالَ:إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنَ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ ، أَلاَ إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِي الْجَنَّةِ ، أَلاَ إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِي النَّارِ " .أخرجه أحمد 1/9(49 ) و\”النَّسائي \ ” في \”عمل اليوم والليلة \ ” 885.
فاللهم نسألك علما نافعا ، و قلبا خاشعا ، و جسدا على البلاء صابرا و نسألك إيمانا ليس بعده شك ، و نسألك يقينا لا يتبذل .
وسوم: العدد 770