الاحتلالات الصليبية ، بالأمس ، والاحتلال الصفوي ، اليوم ، ماالفرق ؟

بالأمس ، احتلت فرنسا سورية ، واحتلت بريطانيا العراق .. واليوم ، احتلت إيران كلتا الدولتين ، فما الفرق ، بين الاحتلال الصليبي ، والاحتلال الصفوي ؟

 ثمّة نقاط تشابه ، بين الاحتلالين ، ونقاط اختلاف !

 1) نقاط التشابه :

 *) كلاهما : له جانب عسكري ، وجانب أمني ، وجانب سياسي !

 *) كلاهما: استعان بحكومة عميلة له ، من أبناء البلاد، تسهّل له مهمّاته، وتعتقل، أوتقتل ، أو تطارد ، من يعارضه !

 2) نقاط الاختلاف : 

 *) الاحتلال الفرنسي : احتلّ البلاد ، بقوّة السلاح ، ونصب لنفسه ، حكومة متعاونة معه ! أمّا الاحتلال الفارسي : فاحتلّ البلاد ، بتسهيل ومباركة ، وتنسيق وتعاون ، من قبل الحكم القائم !

 *) الاحتلال الفرنسي : كان واضحاً ، أمام العالم ، أنه احتلال ، وأن مايفعله ، في البلاد ، واضح مكشوف ، للعالم ! بينما الاحتلال الفارسي : لم يسمّه أحد ، احتلالاً ، ولم يطلع على مايفعله ، في البلاد ، من ترسيخ دعائمه ، سوى أبناء البلاد ، أنفسهم !

 *) الاحتلال الفرنسي : دخل البلاد ، عدوّاً ، وظلّ عدوّاً ، حتى خرج ! بينما الاحتلال الفارسي : دخل صديقاً ، حليفاً للسلطة الحاكمة ، داعماً لها ، ومؤازراً ، في مواجهة شعبها !

 *) الاحتلال الفرنسي : لم يسعَ ، إلى تغيير عقيدة الناس ، جهاراً نهاراً ، والمبشّرون ، الذين كانوا يعملون تحت ظلّه ، كانوا يمارسون عملهم ، بتكتّم وخيفة ، و لم يكن لهم دور يُذكر؛ لأنهم يبشّرون ، بعقيدة مخالفة لعقيدة أهل البلاد ! بينما الاحتلال الفارسي ، يبشّر الناس ، بعقيدته ، جهاراً نهاراً ؛ لأنه يبشّر بعقيدة ، يزعم أنها قريبة ، من عقيدة أهل البلاد ، وأن التشابه كبير، بين العقيدتين ؛ لأنهما تنتميان إلى أصل واحد، هو الإسلام ، وأن حبّ آل البيت ، المغروس في نفوس أهل البلاد ، هو محورالعقيدة ، التي يبشّر بها الاحتلال الفارسي !

 *) الاحتلال الفرنسي : لم يتخذ من سورية ، منطلقاً له ، لنشر عقيدته ، أو احتلاله، في الدول المجاورة لسورية .. بينما الاحتلال الفارسي ، يمدّ بصره ، إلى الدول المجاورة لسورية ، لينشر فيها عقيدته ؛ بل يتخذ من سورية ، نقطة انطلاق ، للهيمنة ، على المنطقة : عسكرياً ، وأمنياً ، وسياسياً ، ومذهبياً ! وما يجري في لبنان ، من تنسيق تامّ، بين المخابرات الفارسية ، والمخابرات السورية ، واضح للعيان ، سواء من الناحية السياسية ، أومن ناحية توظيف الأتباع والعملاء ، في عمليات التفجير والاغتيال ، وفي تعطيل أيّ نشاط سياسي إيجابي ، تحتاجه الدولة اللبنانية ، لاستكمال مؤسّساتها الدستورية والسياسية !

وسوم: العدد 772