دعاية «زين» تكشف المستور، حصاد السنين
" دعاية شركة زين للاتصالات كشفت المستور، فضحتهم، أخرجتهم من طورهم..!
تسألني من تقصد؟ اُجيبك انه فريق التطبيع الخفي مع الكيان الصهيوني!
دعاية تجارية واحدة جعلت هذا الفريق يتعرى وينسى انه يعمل في الخفاء للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، فيُخرج كل غثائه وقيّه من بطنه في ردة فعله على هذا العمل الوطني الراقي في رسالته واخراجه!
الاستغراب لم يكن في حدة ردة الفعل واعتراضهم على المعنى الجميل الذي تحمله الدعاية، بل في تفسيرهم لمنطلقات هذه الدعاية وانها نتاج فكر اخواني ايراني (!!) ولاول مرة أسمع أن فكر الاخوان المسلمين يتطابق او يتماثل مع فكر الايرانيين ومنطلقاتهم! خصوصا أن أصحاب شركة زين معروفون بليبراليتهم وخصومتهم مع السياسات الايرانية في المنطقة!
اليوم وبعد ردة فعل صحافي شهير في تغريدته عن دعاية شركة زين، وهو الذي يمثل الفكر العلماني والتوجه الليبرالي الخليجي، يحق لنا ان نقول ان هذا الفكر بعد ان سقط في اختبار الربيع العربي وسقطت مبادئه التي كان ينادي بها مثل الحرية والديموقراطية، يأتي اليوم ليسقط بالضربة القاضية عندما يكشف عن وجهه الحقيقي ويعترض على احياء مقاومة التطبيع ويرفض اعتبار القدس عاصمة أبدية لفلسطين!
كانت هناك مؤشرات تدل على أن مخططاً للتطبيع مع يهود يتم تداوله في منطقتنا العربية ومنطقة الخليج، وأن أولى خطواته هي الغاء مفهوم المقاومة من ذهن المواطن العربي، وتأكيد حق يهود في فلسطين، فكانت شيطنة المقاومة ممثلة بحماس حركة المقاومة الفلسطينية، وتجويع قطاع غزة، واحكام الحصار على ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في القطاع في ظروف بشعة لا يتحملها بشر، ولكنهم تفاجأوا بهذا الشعب الأبي يرفض الخضوع والانصياع لما يُخططونه له، ويخرج عن بكرة أبيه أعزل الا من ايمانه بقضيته على الحدود المصطنعة مع الكيان الصهيوني ليعلن للعالم رفضه لنقل السفارة الاميركية الى القدس، وأن الحصار والتجويع لا يغيران من مبادئه ونظرته للاحتلال انه احتلال، ويضرب الطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية أروع الأمثلة في الصمود والتحدي! في تظاهرة تجعل دعاة التطبيع يدخلون جحورهم خجلاً مما يشاهدون!
اليوم أميركا تشغل العالم كله بايران وانها تملك أسلحة الدمار الشامل، بينما هي في نفس الوقت تملأ مخازن دولة الكيان الصهيوني بجميع أنواع الاسلحة من دون اعتراضٍ من أحد! ومع الاسف نجد أن ايران تسايرهم في مخططهم وتعطي لهم المبرر لما يدعون بسبب سياستها العدائية للعرب وتدميرها للعراق وسوريا من خلال ميليشياتها المسلحة، حتى صرنا نسمع مطالبات من بعضنا بغض النظر عن اليهود للتمكن من محاربة ايران! اليوم الكويت أميراً وحكومةً وشعباً تدعم الفلسطينيين في مطالبهم المشروعة، وترفض التطبيع وترفض نقل السفارة وتحيي المقاومة وتستقبل قياداتها حتى أصبحت الكويت الأمل المتبقي للقضية الفلسطينية، وها هو أميرها على كثرة مهامه ومشاغله يتحامل على نفسه ويغادر الى تركيا لحضور مؤتمر يقاوم التطبيع ويرفض تهويد القدس! ولن أستغرب أن أقرأ تعليقات من بعض الأشقاء يعتبرون تلك الخطوة الانسانية الفريدة من الكويت استفزازاً لدعاة التطبيع ورفضا لأفكارهم!
ستظل فلسطين عربية وستبقى القدس اسلامية وسيأتي اليوم الذي يبعث الله لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها ويعيد القدس لأهلها، شاء من شاء وأبى من أبى!"
وسوم: العدد 773