حول استدعاء الرئيس الروسي لبشار الأسد
لا يمكن فهم سبب استدعاء الرئيس الروسي لبشار الأسد، ثم الإعلان نيابة عنه بـأن "انطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية سيليها بدء انسحاب القوات المسلحة الأجنبية من الأراضي السورية" (18/5/2018)، إلا على ضوء ما صرح به بنتنياهو عقب اجتماعه مع بوتين: "إن تكهنات سابقة بأن موسكو، التي تسعى لبسط الاستقرار في سوريا، ستمنع ضربات إسرائيلية عبر الحدود قد ثبت خطؤه" (10/5/2018)
فالعرض الذي يريد بوتين بيعه للامريكيين – عبر الاسرائيليين- يقوم على حساب الوجود الايراني في سورية مقابل ضمان النفوذ الروسي فيها، ولذلك فإن المقصود بانسحاب القوات الاجنبية هو إيران وميليشياتها بالدرجة الاولى، بدليل استمرار غض الطرف الروسي عن تكثيف الضربات الإسرائيلية –بالجملة- على القواعد الإيرانية (مطار حماه ومحيطه ليلة 19/5 - وخان الشيخ ومطار دير الزور والمواقع الايرانية في التنف والبوكمال ليلة 20/5 – القصف المدفعي لمواقع "حزب الله" في القنيطرة في 20/5 - جنوب دمشق صباح 21/5).
إيران تتلقى الضربات بصمت؛ لم يخرقه إلا تحذير هزلي لمستشار المرشد علي اكبر ولايتي "إسرائيل" من "رد أقوى من السابق في حال تجرأت مجدداً على الاعتداء على سوريا" (19/5)، ولم يعرف أحد ما هو "الرد السابق" ليعرف ما هو "الرد الأقوى".
وسوم: العدد 773