أوصِهم ببرِّ أمِّهم وأوصيهم ببرِّ أبيهم
الأسرة أولاً
أليس مُحزِنًا أن نجد امرأة تُحرِّض أبناءها على أبيهم، أو رجلًا يُحرِّض أبناءه على أمهم؟!
أين المودة والرحمة؟! أين التربية على خفض جناح الذل من الرحمة؟ أين التعاون على البِرِّ والتقوى بين الزوجين؟!
إن ما ينبغي أن يكون عليه الوالدان على العكس من هذا تمامًا؛ فالأب يوصي أبناءه بأمهم، وبوجوب طاعتها، وبرِّها، والإحسان إليها، ويُذكِّرهم بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي يُوصي فيه بالأم ثلاث مرات قبل وصيته بالأب: (أمك... ثم أمك... ثم أمك... ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب) صحيح الجامع.
يشرح لهم الحديث بعبارات سهلة، ويضرب لهم الأمثلة، ويُبشِّرهم بالتوفيق في حياتهم، والنجاح في دراستهم، ورضا ربهم عنهم، ودخولهم الجنة بإرضاء أمهم وبرِّها.
ويُذكِّرهم بمعاناتها حين حملت كلًا منهم تسعة أشهر في بطنها، وفي أثناء وضعها لهم، ثم إرضاعهم، ورعايتهم، وتربيتهم، وتضحياتها الكثيرة من أجلهم.
وكذلك تفعل الأم فتوصي أبناءها بأبيهم، وبوجوب احترامهم له، وطاعتهم أوامره، وعدم مخالفتها، وتذكر لهم حديثه (صلى الله عليه وسلم): (رضا الرب في رضا الوالد، وسَخط الرب في سخط الوالد) صحيح الجامع، وتشرح لهم ما يعنيه هذا من أن عبادتهم ربهم لن تكتمل إذا عصوا أباهم وخالفوا أمره.
وتقرأ عليهم أيضًا حديثه (صلى الله عليه وسلم): (الوالد أوسط أبواب الجنة) صحيح الجامع.
وحديثه (صلى الله عليه وسلم) الذي أخرجه مسلم في صحيحه: (لايجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيُعتقه) صحيح مسلم.
وإذا وجدت الأم ولدها يبخل على أبيه وهو محتاج، ذكرتْه بحقه العظيم عليه، وما أنفقه من أجله منذ أن كان في بطنها إلى أن صار شابًّا قادرًا على الكسب، وتذكر له حديثه (صلى الله عليه وسلم): (أنت ومالك لأبيك)، وحديثه (صلى الله عليه وسلم): (إن من أطيب ما أكل الرجل من كَسْبه، وولده من كَسْبه) صحيح الجامع.
وإذا كان زوجها قد مات فتوصي أبناءها بالدعاء لأبيهم، وتوصيهم كذلك بأن يَصِلوا أقاربهم من جهة أبيهم، وأن يَصِلوا أصدقاءه أيضًا وهي تذكر لهم الحديث: (إن أبَرّ البِرّ أن يَصِل الرجل أهل وُدّ أبيه، بعد أن يُولِّي الأب) صحيح مسلم.
هكذا يتعاون الزوجان الوالدان في توصية أبنائهما وبناتهما ببرِّهما، وطاعتهما، والإحسان إليهما.
وسوم: العدد 775