الإنسان..و الريبورت
الإنسان:مخلوق كامل الصفات والخصائص لقوله تعالى:"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"وهو المستخلف في الأرض لقوله تعالى:"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"والمؤهل معرفياً بمشيئة رَبِّه تعالى:"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"والمكلف بأمر خالقه جلَّ شأنه لِتفْعِيلِ قدرات المادة وتسخير مكنونات الكون بعامة لقوله تعالى:"قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"وذلك لتكون طوع إرادته وهو ينهض بقدسية مهمة إنجاز عمارة الأرض وإقامة الحياة والازدهار للنَّاس.
والريبورت:أداة مُتطَّورة ذاتيَّةِ الحَركةِ..وهو بكل تأكيد منتج تكنولوجي مفيد متقدم ومتطور..يشهد للإنسان بارتقاء وتألق ابتكاراته وإبداعاته في ميادين تفعيل المادة وتسخير مكنوناتها الربَّانيِّة..والريبورت الحالي المتطور الذي للأسف فُتن به البعض..ليس إلا نتيجة لتطوير الإنسان لفكرة (الآلة ذاتيَّة الحركة والأداء) التي بدأت منذ مطالع عام 1500 قبل الميلاد وتطورت عبر تتابع الحضارات..وجاءت مساهمة الحضارة العربيَّة المُسّلمة مبكرة في مطلع1206م على يد المبتكر العربيّ المسلم(الجزري) وأطلق عليه بالأدبيَّات العربيَّة (إنسال أو إنسالة) أي إنسان ألي- وأنا أفضل استخدام عبارة (جسَّال) أي جسد آلي-لأن الإنسان كامل الصفات والخصائص وذاتي التفكير والابتكار والأداء..والريبورت إنما هو آلة غير ذاتيَّة التفكير والإرادة..بل هو آلةٌ مُبرّمجةٌ في حركتها وأدائها بفعل الإنسَّان على الإطلاق..وأحسب أن مصدر افتتان الناس بالرائعة التكنولوجية(الريبورت) أولاً:النقص المعرفي بأسرار المادة وقدراتها..والثاني: الجهل بالتاريخ المبكر لابتكارات الإنسان وإبداعاته في ميادين الحياة..وهذا ما يؤكده رَبُّ الناس سبحان بقوله:"أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا"وهذا هو مصدر إصرار البعض على القول:بأن الريبورت سيَحِّلُ مَحَّل الإنسان ..! أمَّا إن كان قصدهم:من عبارة (يحل) أن ينوب عن الإنسان ببعض مهامه ..؟فهذا حقٌ وقولٌ مقبولٌ ومحمودٌ..حيث أنَّ من فوائد إبداعات ابتكار الريبورت أو(الجسَّال أوالجسَّالة) استخدامه في الحالات التي يتعرض بها الإنسان للمخاطر..والأمثلة التطبيقيَّة معلومة لأهل المعرفة بل ولِغالب النَّاس اليوم.
v الجزري:هو بديع الزمان أَبو العز بن إسماعيل بن الرزاز المُلَّقب بالجزري نسبة إلى جزيرة إبن عمر التي تقع نهر دجلة في شمال سورّيَّة
وسوم: العدد 775