سهم وقوس رجل وامرأة
العلاقات الزوجية
لعل مثل القوس والسهم ، الذي أحب أن أضربه دائماً ، لبيان اختلاف طبيعة الرجل عن طبيعة المرأة ، خير ما يعين كلاً منهما على فهم الآخر .
إن القوس عوجاء ، لكن عوجها هذا ليس عيباً فيها ، بل هو خصيصة فيها ، فلولا هذا العوج ما انطلق السهم الذي نضعه عليها قوياً في الهواء نحو الهدف الذي أطلقناه نحوه .
والسهم مستقيم ، واستقامته خصيصة فيه أيضاً حتى يسهل انطلاقه من القوس مسرعاً ومباشراً وقوياً تجاه الهدف الذي أطلقناه نحوه .
والقوس أُعبر بها عن المرأة ، والسهم أُعبر به عن الرجل ، فعوج القوس يذكرنا بحديثه صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ؛ فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً ) متفق عليه .
إذن فالعوج ميزة في طبيعة المرأة ، وعلينا ألا نحاول تغييرها ، لأننا لن ننجح ، بل سنكسر المرأة ، كما سيكسر القوس من يحاول جعلها مستقيمة .
ولو تأملنا في عوج القوس لوجدناه يمنحها ليناً إذْ تتمدد حين نضع السهم على حبلها ونشده إلى الخلف لنطلقه في الهواء ؛ وهذا يعبر عن لين المرأة في احتوائها لزوجها وأولادها كما تحتوي القوس أسهمها .
ونجد أيضاً أن القوس تبقى بينما تنطلق الأسهم ، وكذلك المرأة تقر في بيتها وتبقى وينطلق الزوج إلى عمله والأولاد إلى مدارسهم .
ورغم اختلاف القوس عن السهم ، فإنهما متكاملان ، يحتاج كل منهما إلى الآخر ، فلا السهم ينفع وحده ، ولا القوس تنفع وحدها .
ومن الطريف أن القوس في اللغة مؤنثة ، والسهم في اللغة مذكر ، وفي هذا زيادة جمال في ضرب مثل القوس والسهم للمرأة والرجل .
فليحرص الرجل على أن لا يضيق باختلاف طبيعة زوجته عنه ، وعلى المرأة أن تتفهم طبيعة الرجل المباشرة المستعجلة في طلب تحقيق حاجاته لتنجح في كسب وده واتقاء غضبه .
يحتاج الأزواج والزوجات من يشرح لهم هذا ، ويعلمهم إياه حتى ينجحوا في حياتهم الزوجية ، ويتقوا كثيراً من النزاعات التي تقع بينهم .
إن شجارات كثيرة تقع بين الزوجين بسبب غياب هذا الفهم عنهما ، والإنسان عدو ما يجهل كما يقولون .
لذا نحتاج تضمين هذا البيان لاختلاف طبيعة الزوجين مناهج الثانويات والجامعات ، ونشره في مختلف وسائل الإعلام ، حتى يحيط به الخاطبون والمتزوجون .
ولابد من أن يشرح هذا الاختلاف ، الآباء لأبنائهم والأمهات لبناتهن ، قبيل زواجهم ، حتى يجنبوهم كثيرًا من سوء الفهم لكثير من الأقوال والأفعال التي تصدر عنهم وتوقع النزاع بينهم .
وليت المأذونين الشرعيين ، الذين يعقدون عقود الزواج ، يقدمون مثل هذا البيان لاختلاف طبيعة الزوجين لمن يعقدون لهم عقود زواجهم .
إن دراهم وقاية من الثقافة الزواجية نقدمها للمتزوجين تقيهم قناطير علاج يحتاجونها بعد وقوع النزاعات بينهم .
وسوم: العدد 788