كم استفاد المُتهارشون ، على السلطة ، بعضُهم من مصير بعض !؟

منذ سطا حزب البعث ، على السلطة ، في سورية ، في مطلع الستينات ، في القرن الماضي، ورجاله يصفّي بعضُهم بعضاً !

سمّى الرفاق البعثيون ، انقلابَهم ، في الثامن من آذار، /عام 1963 / ، ثورة  .. وبدأ صراع الثوارالبعثيين ، فيما بينهم ، بعد أن صفّوا شركاءَهم الناصريين ، وخَلا ، لهم ، الجوّ، ليتهارَشوا ، فيما بينهم ، على السلطة ، وليصفّي بعضُهم بعضاً !

الأسماء ، التي برزت ، في بدايات عهد البعث ، مثل : أمين الحافظ ، رئيس الجمهورية ، وحاشيته ، وأعوانه .. كلها صُفيت ، بطرائق مختلفة : جسَدياً ، أو سياسياً ، أو اجتماعياً ، في انقلاب شباط ،/ عام 1966/.

وتوالت الانقلابات والتصفيات ، حتى استلم حافظ أسد ، السلطة ، بعد تصفية خصومه ، مثل صلاح جديد ، وغيره ..!

وظلّ حافظ ، يصفّي مَن يرى تصفيته ضرورية ، من رجال حكمه ، الذين يستخدمهم فترة ، ثمّ يأمر بعضَهم ، بتصفية بعض ، ثمّ يصفّي مَن ينفّذ تصفية غيره ..وهكذا !

والأسماء ، التي ظهرت ، في عهود اليعث ، واختفت ، كثيرة ، جدّاً ، بين السياسيين ، والعسكر، وأجهزة المخابرات المتنوّعة !

والغريب : أنّ الذين ينفذون تصفية غيرهم ، لا يَعتبرون ، ولا يتّعظون ,, حتى يأتي وقت القضاء عليهم ، بأيدي زملائهم ، أو رؤسائهم ، أو مرؤوسيهم !

وأساليب التصفية كثيرة ، منها : القتل في المكتب ، أو في البيت ، أوفي السجن .. ومنها : ادّعاء الانتحار، ولو كان إخراجُ عملية الانتحار، سقيماً ، والأدلّة قويّة ، على أنّ المنتحر، قُتل قتلاً؛ لاسيّما ، إذا انتحر، بسبع رصاصات ، في رأسه !

وعهدُ بشار: هو امتداد ، لعهد أبيه ، من حيث استخدام الأعوان ، وتصفيتهم ، بالأساليب ، ذاتها!

ورجالُ بشار: نسخة مكرّرة ، من رجال أبيه ، من حيث القدرة ، على الاعتبار ، والاتعاظ ،  بمَن تتمّ تصفيتهم ، بعد خدمات طويلة ، لهم ، أوجليلة !

وجاء وقت الضفادع وأشباهها ، والتي تُعَدّ تصفيتُها ، أسهلَ من شربة الماء ، وأصغرُ عنصر، في المخابرات ، أو الجيش ، قادر، على تصفية ألف صفدع ، في ليلة واحدة ، بأمر من أحد مسؤوليه ، أو بمبادرة من الفاعل ، نفسه ، بعد تلفيق تهمة ، للضفدع ؛ بأنه غير مخلص للسيّد الرئيس !

ولا يُلام الضفدع ، بالطبع ،على (ضَفدعَته) ،  ووضع نفسه ، في مواضع الذلة والهوان ؛ لأن مَن ملك نفسية الضفدع ، يصعب عليه ، أن يفكّر، بنوع من السموّ، أو يُحسّ بشيء من مروءات الرجال !

وسوم: العدد 788