الرفاعي يخاطب البابا بيندكتوس 16 عام 2008م الفاتيكان
فخامة الحَبر الأكبر:
أصالة عن نفسي.. ونيابة عن إخواني أعضاء الوفد المسلم إلى الدورة الرابعة عشرة للجنة الاتصال الإسلامي – الكاثوليكي.. يطيب لي أن أعبر عن بالغ سعادتنا بلقائكم والتحدث إليكم.
فخامة الحَبر الأكبر:
كما تعلمون جيدًا.. فإن لجنة الاتصال الإسلامي – الكاثوليكي تأسست عام 1995م .. تحت رعاية البابا الراحل .. صاحب الفخامة يوحنا بولس الثاني .. وخلال هذه الفترة نحن وزملاؤنا في المجلس البابوي للحوار بين الأديان.. قد عملنا بتناغم وتفاهم تام .. واستطعنا بكل جدارة تحقيق 57 سبع وخمسين مادة بشأن التفاهم المتبادل بيننا. واتفقنا على نشر هذه النتائج الطيبة للتفاهم في كتاب مشترك .. لتكون ين يدي عموم الناس , وإنَّا لنأمل من فخامتكم التشجيع والدعم من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل.
فخامة الحَبر الأكبر:
للأسف.. فإن العالم اليوم يعاني من أزمة حادة في أمنه واستقراره.. ولا أحسب أحدًا بمقدوره أن يجادل إن قلنا : أن التدهور الأخلاقي.. والمعايير المزدوجة في ممارسة العدل.. تشكل المصدر الأساس للحالة الراهنة الخطيرة في العالم. حقًا أن المجتمعات البشرية اليوم بحاجة ماسة لمبادرة عاجلة من القيادات الدينية.. من أجل تصحيح هذه الحالة الشاذة في العالم.. وإننا لواثقون أنَّ فخامتكم وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لكونكما زعيمين لأكبر ديانتين في العالم مؤهلين للعمل مع باقي الحكماء من القيادات العالمية لتحقيق هذه الغاية الجليلة.
فخامة الحَبر الأكبر:
نحن على ثقة تامة بأن تشجيعكم ودعمكم .. سيساعدنا على تطوير أدائنا المشترك.. من أجل أن نكون أكثر قدرة على مواجهة مستجدات العصر.. والتعامل مع التحديات الحضارية المتنامية .. ومن ثمّ توفير العدل, والأمن, والازدهار, وتحقيق التعايش الآمن بين المجتمعات البشرية. وختامًا فإنه لا يخفى على فخامتكم .. أن جهات عالمية دينية وثقافية تحاول من حين لآخر إثارة أسباب الخلاف والتوتر بين المسلمين والمسيحيين .. الأمر الذي يتطلب من عموم المسلمين والمسيحيين الحذر والوعي لخطورة مثل هذه المحاولات. وعلينا أن نعمل معًا لتفويت الفرصة على أصحاب هذه الأهداف الشريرة.. وإنا لنرجو من الله تعالى أن يبارك جهودنا.. ويعيننا على تحقيق واجباتنا الربَّانيَّة.. شكرًا لكم والسلام عليكم.
وسوم: العدد 790