لكلّ حاكم شرعيّتان !
أيّ حاكم ، يحكم شعباً ، أو دولة ، له شرعيّتان ، هما :
1) شرعبة الاختيار : الانتخاب الحرّ النزيه ، عبر صناديق الاقتراع ..!
2) شرعبة الاستمرار: المحافظة على الشروط ، التي انتخبه الشعب على أساسها ..!
*) إذا انتخب الشعب حاكمَه ، بمحض حرّيته واختباره ، في اقتراع حرّ نزيه ، ظناً منه ، أنه سيحقّق له ما يطمح إليه ، من عدالة واستقرار، وسياسة رشيدة، داخلياً وخارجياً، وتنمية شاملة ، وأمان اقتصادي واجتماعي ، ونحو ذلك .. ثم تبيّن للشعب ، أن حاكمه ليس كما ظنّ ، وخاب أمله فيه..! نظر الشعب في إمكانية عزله، دستورياً ! فإن لم يجد سبباً كافياً ، لعزله ، بحكم الدستور.. انتظره حتى يتمّ مدّته ، وسارع إلى انتخاب غيره ! دون أن يلوم الشعب أحداً ، غيرَ نفسِه ؛ لأنه هو الذي اختار، وعليه تحمّل المسؤولية ، عن نتيجة اختياره !
*) إذا استولى الحاكم ، بالقوّة ، على الحكم ، في بلاده ( وهو مايسمّى: حكم المتغلّب ) ، فسار سيرة حميدة ، وأقام العدل والشورى ، وحقّق إنجازات كبيرة ، لشعبه ووطنه ، على المستوى السياسي ، والعلمي ، والاقتصادي ، والعمراني ، والثقافي ، والأمني .. وحمى حدود الوطن ، من الاعتداء الخارجي ..! فقد حقّق ما يريده أيّ شعب ، من حاكمه ، ويطمح إليه ! وفي هذه الحال ، يكسب الحاكم شعبه ، كلّه ، إلى جانبه ، حباً ، واحتراماً ، وتقديراً ! كما يضمن ولاءه له، وحمايته لحكمه، من أيّ اعتداء داخلي أو خارجي! وينسى الشعب ، في هذه الحال ، أن حاكمه استولى على الحكم بالقوة .. ويََعدّ حكمه شرعياً ، بما حقّق من إنجازات عظيمة ، لوطنه وشعبه ! وينتخبه ، فيما لو رشّح نفسه ، لانتخابات الرئاسة .. لمعرفته به ، وبكفاءته ونزاهته وعدله !
*) أمّا إذا لم يكن للحاكم ، أيّ من الشرعيتين المذكورتين .. فهو بلاء عظيم ، بل كارثة بشعة ، تحلّ على رأس الشعب والوطن .. يستعيذ بالله ، من شرّها ، كل مبتلىً بها ، وكلّ من يسمع بها ، من بعيد !
وسوم: العدد 791