إنها ثورة تغييرات.. وليست ثورة مصالحات
اعزائي القراء ..
عندما انطلقت ثورتنا في آذار ٢٠١١ من درعا كان على رأس هذه الانطلاقة اطفال صغار مازالوا في مدارس النظام بل وفِي المرحلة الابتدائية والإعدادية منها.
هؤلاء الأطفال أسميهم " الاطفال المختطفون" من حضن العائلة الى حضن مدارس النظام حيث ثلاث ارباع مناهجها تتعلق بغسيل ادمغة هؤلاء الاطفال ، تعلمهم كيف يهتفون للنظام صباحاً ومساءاً وكيف ينازعون أولياء امورهم ويتهمونهم بالخيانة العظمى ويبلغون عنهم المخابرات اذا سمعوهم ينتقدون النظام المخابراتي ولو بجملة واحدة ملطفة ، ولدي أمثلة عديدة على ذلك . وبالرغم من كل هذا الارهاب الفظيع قام طلاب درعا بمظاهراتهم وهم يكتبون على جدران مدارسهم : "جاك الدور يادكتور... والشعب يريد تغيير النظام"
جرأة هؤلاء التلاميذ الصغار فاقت كل التوقعات ، ادهشت الكبار وهم ينطلقون بعفوية شديدة في شوارع درعا يهتفون ضد عصابات النظام ، وماهي الا ايام حتى انتقلت هذه الجراة الى حُمص واللاذقية وحماة وشرق سوريا وشملت كل محافظاتها ، وخلال اشهر امتلات شوارع قرانا ومدننا بمئات الالوف يهتفون "الشعب يريد تغيير النظام" .
قال احد المتظاهرين للصحافة الأجنبية : نحن لسنا جائعين فارضنا معطاءة و تمنحنا الغذاء ولكننا جائعون لتناول لقمة حرية فهذا هو الجوع الحقيقي.
اعزائي القراء
لن اطيل عليكم فكل ما مر علينا خلال ثمان سنوات نعرفه ثانية بثانية . كان هناك تامراً فظيعاً على الثورة ولم يكن لهذا التآمر ان يحتل الكثير من مراحل ثورتنا لولا ان العدو استطاع دس عملاءه في صفوفنا ، هؤلاء العملاء كان لهم الدور الاول في تثبيط الهمم والتعاون مع العدو المباشر والعدو غير المباشر، وصار وضع هؤلاء العملاء كوضع من تم تشجيعه على تناول لفافة مخدر مجاناً ولما اعتاد عليها بدأوا يفاوضونه على كل لفافة مخدر يناولونه إياها مقابل تنازل جديد . ففي كل فصيل وجد امثال هؤلاء، والمصيبة انهم منحوا دوراً قيادياً في بعض ألوية الثورة ، فبدأنا نسمع عن اصطلاح جديد سمي بالمصالحات ، وأكثر من ذلك فقد ضمت مجموعات المصالحات لتشكيلات النظام..
وأكثر من من ذلك طلب منهم ان يكونوا في مقدمة عصابات النظام لمقاتلة اخوانهم الثوار الوطنيين .
لاشك ان من قام بهذه الخيانات انكشف أمره ولكن بعد ان أدى مهمته.
واليوم وبعد عملية تنظيف واسعة لصفوف الثوار وقد اجتمع معظمهم في محافظة ادلب وفِي شمال حماة وريف حلب واللاذقية . نقول لهؤلاء الثوار الأبطال : ان اكثر من خمس ملايين لتر من الدماء الطاهرة النقية والتي أهدرت على ارض سوريا ،هي أمانة في اعناقكم ، وعليكم واجب بدأه اطفال درعا وبلوغ الهدف معقود عليكم ، السياسة مطلوبة ولكن السياسة لاتعني المصالحات المذلة ، فقد فاوض ثوار فيتنام في النهاية القوات الأمريكية، وبالمفاوضات اخرج الفيتناميون امريكا هاربة.
وبتاريخنا العربي امثلة ناصعة للصمود والتفاوض المشرف
واعلموا ان ثورتنا ليست ثورة مصالحات .
وليست ثورة مساومات
انها ثورة تغيير شامل
انها ثورة حرية
انها ثورة كرامة
انها ثورة وطنية لاعادة بناء المجتمع من جديد
انها ثورة لاعادة الامجاد العربية التي أهدرها ادعياء الصمود الزائف
انها ثورة تكنولوجيا لبناء الوطن
انها ثورة من اجل اجيالنا القادمة
مع تحياتي .
وسوم: العدد 791