الخط الذي يهدم الأمم

معمر حبار

[email protected]

قال مهندس عربي، لإحدى القنوات العربية:

بعدما تحصلت على شهادة مهندس دولة في الهندسة المدنية، اتجهت إلى اليابان لأواصل دراستي، باعتبارها دولة متقدمة في هذا العلم، وكذلك لما تشهده من زلازل دائمة، ناهيك عن الصورة الحسنة التي تتميز بها جامعاتها في هذا الجانب، المتعلق في كيفية التعامل مع الزلازل والكوارث.

وكان أول اختبار تعرضت له، أن الأستاذ الياباني المشرف، طلب مني أن أرسم سقفا لإحدى البنايات، فقمت على الفور برسم السقف، لكن الرسم كان يتطلب وضع خطا صغيرا في وسط السقف.

 وبما أن قلم الرصاص الذي كان بحوزتي، كان سمكه غليظا، ولم يكن رقيقا يسمح برسم الخط، قلت حينها في نفسي: وماذا يضير السقف لو لم أضع الخط!. وفعلا تجاهلته، وقدمت الرسم، دون أن أضع الخط.

ومجرد مارآه الأستاذ الياباني المشرف، سألني باستغراب شديد، أين الخط؟. أجبته ببراءة تامة، كان معي قلم رصاص غليظ، لايسمح بوضع الخط فتجاهلته، ثم زدت قائلا: وماذا يضير السقف، لو لم أرسم الخط!.

 أجاب الأستاذ الياباني المشرف: إن نسيان الخط عندنا، معناه سقوط بنايات بأكملها. فعاقبني الأستاذ بإعادة الرسم 10 مرات. فأعدته ببراعة بالغة، ودقة نادرة، فكافأتني الشركة برفع راتبي 3 مرات، تقديرا منها للحرص والدقة والطاعة وشدة الانتباه.

يقول المهنس العربي معقبا: علمت من يومها، أن الأمور مهما صغرت، لها قيمتها عند الأمم العظمى، وأن الخط الرقيق له وزنه، وأن التهاون في الخط، يعني سقوط البنايات والعمارات.