كنا على الزمان جسداً واحداً وقلباً واحداً
كنا على الزمان جسداً واحداً، وقلباً واحداً.
ننتقل من أقصى بلادنا إلى أقصاها دون قيد أو رقيب..
..
مزقونا إلى حارات وشوارع متشاكسة..
وأعطوا كل واحد منا عَـلَماً ونشيداً من خربشاتهم الخنفشارية.
رسموا لنا حدوداً بالمشرط، فنصبنا عليها السدود ووزعنا الجنود لحمايتها من بعضنا البعض.
سلّطوا علينا من زرع نفسه كالسرطان في أنفاسنا..
..
وتركونا،،،
كل حزب بحدودهم فرحون،،،
وبعَـلَمهم ونشيدهم فرحون،،،،
ننتقل من شارع إلى شارع بألف تأشيرة،
وألف إذن أمني،
وألف تحقيق...
..
كلما هبت الريح من شارع باتجاه شارع آخر تقاتلنا وقتلنا أنفسنا.
لأن الريح حملت أوراق الشجر إلى شارعنا من شارع جيراننا..
وكلما اختلف حاكم مع جاره، كان علينا أن نفني أنفسنا ونهلك الحرث والنسل لأجلهم.
وربما تصالحوا بعدها وداسوا على أجداثنا ودمائنا التي سالت لأجلهم.
..
وجماهيرنا تهتف بكل حماسة: كلنا فداءٌ للوطن.
وطنٌ لا يصل عمره إلى عمر المسنّين منا.
وسوم: العدد 799