قياس المشكلات المختلفة ، بعضها إلى بعض.. والطرائق الإبداعية ، في حلّ بعضها !

العاقل : يقيس المشكلات المختلفة ، بطرائق تفكيرمختلفة .. وكلّ طريقة يجب أن تكون مناسبة ، للحالة القائمة !

والأحمق : يقيس المشكلات المختلفة ، بطريقة تفكير واحدة !

أمثلة :

قياس البَيض ، على الباذجان !

أرسلت الأمّ ابنها ، إلى السوق ، ليشتري بعض الباذنجان ، وحين اشتراه ، وعاد إلى البيت ، لم يجد مَن يفتح له الباب ؛ فقد ذهبت أمّه ، إلى الجيران ! فأخذ معه الباذنجان ، إلى حيث كان يلعب ، مع أصحابه ! وفي المساء ، رجع إلى البيت ، فأنّبته أمّه ، على التأخّر؛ لأنها لم تطبخ شيئاً ، تأكله الأسرة ! فأخبرها، بأنه طرق باب البيت ، فلم يفتح له أحد، وذهب للّعب! فنبّهته، إلى أن سور البيت منخفض ، ولو ألقى الباذنجان ، واحدة واحدة ، من وراء السور، لسقطت كلّها ، في فناء الدار، دون أن تتأثر .. فحفظ المعلومة ! وبعد أسابيع ، طلبت منه شراء بَيض، فاشتراه وعاد ، فلم يفتح له أحد الباب ، فتذكّر وصيّة أمّه ، وقاس البيض ، على الباذنجان ؛ فألقاه : واحدة واحدة ، فتكسّرت ، كلّها ، في فناء البيت ! وحين وبّخته أمّه ، ذكّرها بوصيتها، وبأنه قاس البيض ، على الباذنجان .. فذهب قياسُه مثلاً !

قياس العين ، على الضرس :

شكا أحدهم ، لصاحبه ، ألماً في عينه ، فقال الصاحب له : بالأمس ، آلمني ضرسي ، فذهبت إلى الطبيب ، ليعالجه ، فلم يجد له علاجاً ، سوى القلع ! فانظر، في أمر عينك ، عسى أن ينفعها القلع !

 تدبير لقمان الحكيم ، لسيّده المقامر!

كان لقمان عبداً، لسيّد شرس، سيّء الخلق ، سكّير مقامر! وكان يسيء ، إلى لقمان، كثيراً، وهذا صابر عليه، ينصحه ، ويخدمه بإخلاص!

وقد عاد السيّد ، مرّة ، إلى البيت ، ليلاً، معكّر المزاج ، فسأله لقمان، عمّا به ، فصرفه عنه، بفظاظة ؛ لأنه كان شديد الحزن والقلق ! لكن لقمان أصرّ عليه ، بأن يخبره ، بسب ضيقه .. فأخبره ، بأنه لعب القمار، وخسر في اللعب ، واشترط عليه المقامر الرابح ، أن يأخذ بيته وزوجته وأولاده ، مَكسباً في القمار، أو أن يشرب ماء البحر! ولمّا كان شرب البحر مستحيلاً، فلابدّ له ، من خسارة أهله وبيته !

فنصحه لقمان ، بأن يشرب البحر ! فنهره الرجل ، بشراسة ، على هذه النصيحة المستحيلة ! إلأّ أن لقمان أصرّ، على أن يَسمعَه سيّدُه ! فأصغى إلبه ، فقال لقمان : إنّ شرط الرجل معك، هو أن تشرب ماء البحر، وحده ، دون الأنهار والجداول والسيول ، التي تصبّ فيه ! فاذهب إليه ، وقل له : قبلت أن أشرب ماء البحر، على أن تَفصل عنه : السيول والأنهار والجداول، التي تصبّ فيه ؛ لأنها ليست داخلة في الشرط ! وأخبر السيّد غريمه ، الذي بّهت ، من هذه الحجة القويّة المُحكَمة ، التي يعجز، عن رفضها ، كما يعجز، عن فعل ماجاء فيها ! وسلم السيّد الخاسر، على أسرته وبيته !   

وسوم: العدد 807