فقدان العراق كارثة محققة لإيران، جولة في الصحافة الإيرانية
رجحت بعض الصحف الإيرانية عدم استمرار بقاء إيران في الاتفاق النووي، وعزا أسباب ذلك إلى عوامل داخلية متعلقة بالدور الذي تلعبه بعض القوى هي السبب في ذلك قائلاً إنه رغم المساعي المبذولة لتنمية العلاقات السياسية والإبقاء على هذا الاتفاق، إلا أنّ الخطوات التخريبية التي يقوم بها البعض داخل إيران تحول دون استمراره.
فعلى الصعيد الداخلي تناولت الصحافة الإيرانية مقالات تحليلية حول مستوى الصراع بين أجنحة النظام الإيراني وداخل الأجنحة نفسها ، حيث رأت بعض التحليلات ازدياد الفجوة بين الإصلاحيين والرئيس حسن روحاني بعد انتخابات 2017 الرئاسية، في الوقت الذي اقترب فيه هذا الأخير من المحافظين على حساب الإصلاحيين .
وأضافت هذه التحليلات إلى أن رئيس الجمهورية لا يعتبر نفسه مُلزما أمام 24 مليون صوت اقترعوا لصالحه، وليس مُلزما كذلك بما طرحه الإصلاحيين.
يُذكر أنّ هذه التحليلات جاءت بعد تصريحات صدرت عن البرلماني الإصلاحي محمود صادقي طالب فيها روحاني بضرورة تشكيل لجنة لحل الخلافات بين الحكومة المعتدلة والإصلاحيين.
لم تغفل الصحافة الإيرانية الإشارة إلى أنّ أغلب الدول الأوروبية بما فيها الضامنة للاتفاق النووي باستثناء فرنسا وألمانيا غير راغبة في البقاء بالاتفاق النووي والاستمرار فيه ، وهذا ما جعل الاتفاق برأي هذه الصحافة يصل عملياً إلى نهاية الطريق ، وبالتالي يفقد أهميته .
وأضافت الصحافة الإيرانية أن واشنطن ستضغط على أي دولة لا تسير معها في ركب العقوبات المفروضة على طهران، متوقعة أنّ تختلق الولايات المتحدة ذرائع مختلفة لتوسع دائرة الحصار كي يشمل تلك الدول المعارضة للعقوبات. إلى جانب دور الضغوط الخارجية وخاصة العقوبات الأميركية في مجاراة أوروبا لأميركا في الضغط على طهران فيما يخص برنامجها الصاروخي والقضايا الإقليمية، والتي باتت تمثل أحد العوامل المؤثرة والتي تضعف الاتفاق النووي.
في سياق متفصل، استعرضت الصحافة الإيرانية التطور في إيران بعد مرور أربعة عقود على ثورتها، وقالت إن إيران تتصارع اليوم مع أوروبا والغرب حول نهضتها غير المسبوقة في إطلاق الصواريخ الباليستية والأقمار الصناعية، مما يشكل مخاطر كثيرة بفعل سعي هذه الدول بالاتفاق مع واشنطن لإحباط المشاريع الإيرانية .
ربما قد تجد أسباب تصاعد وتيرة التصريحات الإيرانية وحدتها حول أسباب ودوافع طهران من الانسحاب من الاتفاق النووي في نفس الصحافة الإيرانية وخشية المسئولين الإيرانيين من الورقة العراقية واحتمالية خسارتها ، حيث ركزت الصحافة الإيرانية على هذا الموضوع بشكل لافت وكبير ، وأفردت تحليلات كثيرة حول تداعيات غلق البوابة العراقية أمام إيران بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ، إلى العراق وسعيه لإغلاق المتنفس العراقي أمام إيران.، وتداعيات ذلك على الأمن القومي وعلى الدور الإيراني برمته ، معتبرة أن ذلك في حال حدوثه سيشكل ضربة قاصمة لها ، مطالبة بوضع الخطط لمواجهة هكذا سيناريو .
إلى جانب انتقاد الصحافة الإيرانية خاصة الإصلاحية في عدم استغلال بلاده لفرصة الاتفاق لإزالة التوترات مع الدول المجاورة، معتبرة أن هذا سهّل التوجهات الأحادية التي انتهجها بعض الأعضاء في السداسية الدولية.
كذلك استعرضت الصحافة الإيرانية هذا الأسبوع التسريبات الأميركية التي كشفت مؤخراً عن طلب تقدم به مجلس الأمن القومي الأميركي برئاسة جون بولتون طالب فيه البنتاغون بوضع خيارات عسكرية للهجوم على إيران، معتبرة أنّ هذا التسريب يأتي في سياق الحرب النفسية والسياسية والاقتصادية التي انتهجتها أميركا تجاه إيران كبديل عن المواجهة الأمنية والعسكرية.
إلى جانب أن هذا تصعيد التوتر الأميركي مع إيران يأتي في ظل وجود ضغوط المشكلات الداخلية التي تواجه حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تدفع باتجاه ارتكاب عمل عسكري ضد إيران بشكل مباشر أو استهداف مصالحها في المنطقة .
وسوم: العدد 809