السُّعُودِيَّةُ تَتَكَلَّمُ الصِّينِيِّ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

أنْ تُبادر المَمَلكةُ العَربيَّةُ السعوديَّة فتستضيف وتحتضن اللُغَةَ الصِّينِيَّةَ في مناهجها التعليميَّةِ والثقافيَّةِ .. بكل تأكيد هو أمر له دلالاته الحضاريَّةُ الجليلةُ.. فاللغةُ جسرٌ متينٌ وبَوابَةٌ فَسيحَة لِتعارفِ الشعوب وتكامُلِها الثقافيِّ والمعرفيِّ .. واللغة أقوى أدوات تَحطيم سُدودِ وجُدرِ الاحتباس الثقافيِّ والمعرفيِّ والحضاريِّ .. التي أقامتها ظروف ثقافيِّة وعقديِّة فكريِّة وسياسيِّة استثنائِّية مَقيتةٌ ..أجل أنْ تُصبح اللغةُ مقوماً أساساَ من مقومات ترسيخ العلاقة بين السعوديَّة والصِّين .. لهو تعبير عن صِدْقِ وجديِّة التحول النوعيِّ في نهج السعوديَّة.. بشأن تأصيل وتأكيد قيم وآفاق رسالة الإخَاءِ الإنْسَانيِّ ، والنَماءِ الاقتصاديِّ، والرشد السياسيِّ العالميِّ ..التي تقود حَركةَ انبعاثِها المملَكةُ العَربيَّةُ السُّعُوديَّة من أجل بناء جسور التواصل والتعارف والتعاون والتنافس بين أتباع الأديان والثقافات والفلسفات .. وذلك للعمل معاً لبناء ثقافة إنسانيَّة راشدة آمنة .. تؤسس لنهج حضاريِّ جاد يسعى لاستنبات وتجذير ثقافة أنْسَنَة وعَوْلَمة: العدل والاستقرار والمصالح وإقامة تعايش آمن بين المجتمعات .. والمملكة إذا تعمل ذلك كُلَّه إنَّما تَرْوي لعمالقة السياسات البشريَّة وتُعرِّفُ أجيالَها.. بالأنموذج الحضاريِّ الإنسانيِّ الراشد الذي أرسى قواعدَه الإمام المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ولتؤكد عزم وتصميم خادم الحرمين الشريفين الإمام المجدد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الشاب الفتى الطموح ..على مواصلة المسيرة وتطويرها والارتقاء بها في آفاق الابتكار والإبداع .. وفقهم الله تعالى وسدد خطاهم لكل ما فيه خير البلاد والعباد ويُرَّشدُ المسيرة البشريَّة لتكون مسيرة عدل وأمن وسلام ورفاهيَّة ..آمين اللَّهم آمين.

وسوم: العدد 813