الإرهاب والعين العوراء !!

لو كُنّا من أشعل نار الحرب العالمية الثانية وحصدنا في ست سنوات ويوم واحد بأسلحتنا الفتاكة أكثر من سبعين مليون نسمة،ماذا كان سيقول عنا الغربُ والشرق كمسلمين؟! 

لو كنا من فجَّرَ الحرب العالمية الأولى التي استمرت أربع سنوات وثلاثة أشهر واسبوع واحد وقُتِلَ فيها أكثر من سبعة عشر مليون نسمة... ماهو اللقب الذي كان سيُطلقه علينا الشباب المنهزم المتأثر بالغرب؟! 

لو كنا من أسقط القنبلة الذرية على مدينتي هروشيما وناجازاكي

واحرقنا شجرها وحجرها وانسانها وبنيانها... لكانت وصمة عنف يرسمونها على جبين كل مسلم إلى قيام الساعة، 

لو كنا من أصحاب محاكم التفتيش وتفنّنا في صهر أجساد آلاف المدنيين من المسلمين واليهود  وشويناها في الأفران الضخمة حتى يغيروا دينهم ويغادروا أسبانيا لما برحوا يصفوننا بالوحشية حتى تنقرض الأمة المحمدية،

كيف لو فعلنا كالإتحاد السوفيتي الذي قتل من الشعب الافغاني مليون وسبع مائة ألف نسمة،وجعل أكثر من خمسة ملايين لاجئ خارج البلاد واثنين مليون مشرد داخلهاوأكثر من ثلاثة ملايين جرحى وبدون أطراف ،

كيف لو كنا أمريكا التي غزت العراق وأنشأت معتقل ابو غريب سيء السمعة والمعاملة ودمرت مدن كالفلوجة وقصفت النساء والأطفال في ملجا العامرية حتى خرجوا جثثاً متفحمة كالدجاج المشوي؟!

كيف لو فعلنا مثل فرنسا التي احتلت الجزائر وقتلت أكثر من مليون شهيد

وكانت تدفن الآلاف من الأسرى وهم أحياء في حفرٍ جماعية؟! 

كيف لو كنا كبريطانيا التي سلمّت فلسطين للكيان الصهيوني الغاصب فهَجّر سكانها وتركهم يعيشون في الشتات لعشرات السنين ولازالوا؟! 

كيف لو كنا كصربيا النصرانية التي وضعت المئات من الأطفال البوسنويين في خلَّاطات الأسمنت فخلطت لحمهم مع عظامهم  واعتدى خنازيرها على عرض عشرات الآلاف من النساء المسلمات أمام أزواجهن حتى حملن سفاحاً؟! 

ولفوا الأسلاك الشائكة حول الغابات وحشروا إليها الآف النساء والعجزة والأسرى وتركوهم في هذه المعتقلات المكشوفة بدون غذاء أو غطاء فماتوا من الجوع والثلج المتساقط على أجسادهم أمام بصر العالم وسمعه! 

كيف لو كنا كالبوذيين نمارس أبشع أنواع التعذيب بحق مسلمي ميانمار وأَرَكَان فنبقر بطون الحوامل ونفصل رؤوس الأطفال عن رقابهم ونضع اسياخ الحديد في بطون الكبار وتقلب اجسادهم على النار؟! 

كيف لو فعلنا مثل الصين واحتجزنا في معتقلات ضخمة من الأقلية الايغورية المسلمة أكثر من مليون مسلم ومارسنا بحقهم أنواع الاضطهاد ومنعناهم من حقوقهم الدينية والدنيوية؟!

حتى مصائبنا في دولنا العربية من يقف خلفها ويُغذي نارها؟!

فسوريا لو لم تكن روسيا والفرس يسندون بشاراً ويباشرون قتل الشعب السوري بأسلحتهم وجيشهم لما حدث كل الذي حدث ولسقط بشارهم واجرامه في بضعة أشهر،

وفي اليمن لحرصهم أن يكون الحوثي هو الخنجر المغروس في ظهر الجزيرة والخليج العربي منعوا تحرير الحديدة وجعلوا من تقدم الشرعية نحو العاصمة صنعاء خَطاً أحمراً ومازالوا يلعبون بورقة الحرب في هذا البلد المُنهك، 

أما داعش التي ينسبونها إلينا وسكاكيناها تجتز رقابنا، فهي من صُنع أيديهم وتبين أنَّ أبا القعقاع اسمه ماركيسن، وابو دجانة اسمه شورغوك، وأسد الإسلام إسمه الحقيقي ماغريفن واتضح أنهم ينتمون إلى بني الأصفر!! ويعملون في أجهزة مخابراته!! 

قبل أن تتهم المستضعفين بالإرهاب وتصف الضحية بالعنف، سل نفسك:

مع من الأسلحة الفتاكة؟

وبيد منْ الأسلحة المحرمة؟ 

ومن الذي يصنع أسلحة الدمار الشامل؟! 

من الذي يحارش بين الدول ويُغذي الحروب ويُتاجر في الأسلحة ويدس أنفه في كل أزمة ويتدخل في شأن كل دولة؟! 

حتى تعلموا كذب مايصفونا به انظروا إلى حروبنا وحروبهم ... ، تالله مابلغنا في حروبنا الداخلية والخارجية عشر معشار مافعلوا في حروبهم العرقية والدينية والتوسعية، من أول يوم في الإسلام وحتى يومنا هذا، 

نحن أهل السلام وعشاقه

وأهل الرحمة وحملتها

ودعاة العيش والتعايش

ونحن القتلىٰ والضحايا

ومن مزقت اجسادهم الشظايا ... (ولكن حمزة لابواكي له) 

حتى نبتة العنف في تربتنا السليمة ما خرجت إلا بفعلهم المباشر أو غير المباشر،

وإذا أردت أن تعرف من هو السفاح فانظر إلى من يملك آلة القتل ويتفنن في صنع أفتك السلاح!

ولا يهولنك ضخهم الإعلامي وكذبهم في القنوات ،

وصدق الله القائل  :

( كلا إن الإنسانَ ليطغىٰ أنْ رآه استغنى)

رحم الله شهداء الجمعة فى نيوزلندا، وجنّب الإنسانية إجرام القتلة وسلاح الإرهاب وطغيان الدول .

وسوم: العدد 816