سفينة نوح ، التركية .. والربيع العربي !
(قالَ اركبوا فيها بسم الله مَجراها ومُرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ * وهيَ تَجري بهم في مَوج كالجبالِ ..).
الليبي ، والمصري ، واليمني ، والسوري ، والعراقي ..!
نُخَب سياسية : سياسية .. علمية .. اجتماعية .. ثقافية .. !
أطفال .. نساء .. شيوخ .. عجزة .. مرضى .. جرحى .. مشوّهون ..!
صادقون .. مخلصون .. أبرياء .. وبينهم : ( منافقون ، وانتهازيون ، ومندسّون عُمَلاء ..) !
لاجئون ، هاربون ، من : الموت ، والسجن ، والتعذيب ، والقهر، والإهانة ..!
هؤلاء ، جميعاً ، ومَن يُماثلهم ، ومَن في حكمهم .. ركبوا ، في سفينة نوح ، التركية ..!
حالات شتّى ، وقضايا متنوّعة : سياسية ، اجتماعية ، إنسانية ، أمنية ..!
لكلّ حالة خصوصياتها ، حسب واقع الحالة ، بمفردها.. وحسب وضعها ، في مجتمعها..وحسب طبيعة الحكم، في بلادها !
الواقع الليبي ، بتعقيداته وتفصيلاته ، يختلف عن المصري .. وهذا يختلف عن اليمني .. وذاك يختلف عن السوري .. والأخير يختلف عن العراقي .. !
كيف تتعامل تركيا ، مع هذه الحالات ، ومثيلاتها : اجتماعياً .. إغاثياً .. سياسياً .. قانونياً ..؟ وكيف تنظر، إلى كلّ حالة ، بمنظارها التركي الخاصّ ، المناسب لواقعها : الاجتماعي ، والسياسي ، والقانوني ، والإنساني .. وبمنظار الواقع : الإقليمي ، والدولي ..!؟
تصنيف الحالات ، ضمن أصناف متجانسة ، فيه صعوبات كبيرة ، بسبب الاختلافات الكثيرة !
والتفرقة ، بين الحالات : سياسياً ، وأمنياً ، وإغاثياً .. فيه صعوبات كبيرة ، بسبب التشابه بينها ، حيناً ، والتفاوت بينها ، أحياناً !
الحذَر الأمني ، من العملاء والمندسّين ، مطلوب ! والتعامل مع الحالات المُريبة ، بوعي ودقّة ، مطلوب ، لكنْ فيه ألغام كثيرة ، قابلة للانفجار، أوالتفجير !
والتعامل : الأمني ، والعسكري ، والسياسي .. مع الجيران : كسورية ، والعراق .. يختلف ، عن التعامل ، مع الحالات البعيدة : كليبيا ، واليمن !
والتعامل ، مع تفصيلات القضية السورية ، الأشدّ تعقيداً ، في جوار تركيا .. يحتاج : حذراً أمنياً خاصّاً ، ووعياً سياسياً مميّزاً ، وخيرة عسكرية فائقة ، وقدرة عظيمة ، على امتصاص ردود الأفعال ، لدى السوريين : المنكوبين ، والمشرّدين ، والذين تحت قصف الطائرات والصواريخ .. والذين لا يعرفون – وقد لايهّمهم أن يعرفوا- موازينَ القوى ، وتبدّلاتها .. وصراعات المصالح ، وتحوّلاتها .. وخرائط الأهداف ، للقوى المتصارعة ، ضمن النسق الزئبقى الرجراج ، وتغيّراتها !
كلّ فئة ، من العاملين ، في مؤسّسات الدولة التركية ، مهتمّة ، بما يخصّها ، من الشأن السوري ، بطريقة ما ، وفي حدود معيّنة !
ساسة تركيا : مهتمّون ، بالشأن السياسي السوري ، الذي صار – بتعقيداته : الجغرافية ، والعرقية ، والديموغرافية .. - جزءاً ، من الشأن السياسي الداخلي التركي !
وكذلك ، جيش تركيا ، وشرطتها ، وأجهزة أمنها المختلفة .. مهتمّة ، كلّها ، بالشأن السوري ، كلٌّ بما يخصّه، وبدرجات مختلفة !
والمؤسّسات العلمية ، من أدنى مستوياتها ، إلى أعلاها : مشغولة ، ومهتمّة ، بالهمّ السوري ، بدرجات مختلفة، ولاسيّما ؛ المؤسّسات القريبة ، من الحدود السورية !
والمؤسّسات الصحّية ؛ لاسيّما ، في المناطق المجاورة لسورية ، مهتمّة ، بدرجات مختلفة ، بالهمّ السوري ، وبالأوضاع الصحّية ، لفئات الشعب السورية ، التي تعرّضت ، والتي مازالت تتعرّض : للقصف ، والدمار، والإصابات البدنية المختلفة !
خريطة الواقع ، الاجتماعي والسياسي ، التركي ، وحدَها ، شديدة التعقيد ، شديدة الإرباك ، للساسة الأتراك ؛ بما فيها ، من تناقضات : عرقية ، وطائفية ، وسياسية ، واجتماعية ..! فإذا أضيفت إليها ، خرائط الربيع العربي ، المحمّلة ، على سفينة نوح التركية ؛ ولا سيّما الخريطة السورية .. كان الأمرُ أشدّ تعقيداً !
ولسانُ حال صانع القرار التركي، السائر، بمنتهى الحذر، والوعي ، والتحفّز، بين حقول الأشواك ، وحقول الألغام ، وحقول المكائد والمؤامرات .. لسان حاله ، يقول :
وسوم: العدد 816