هل يُلام نصارى الغرب على ، خوفهم من الإسلام ، كما خافت قريش؟
لمَ خافت قريش من الإسلام ، ولمَ يجب ألاّ يخاف منه نصارى الغرب ؟
الإسلام ، الذي لايخيف أصحاب الأهواء الضالّة ، والشهوات المنحرفة .. ليس إسلاماً !
لندَع الأوهام والأحقاد ، التي ملئت بها ، عقول الغربيين النصارى ، وقلوبهم .. ولنأتِ ، إلى حقيقة الإسلام ، المدوّنة ، في القرآن الكريم ، وصحيح السنّة النبويّة .. ولننظر: هل في الإسلام ، مايُخيف نصارى الغرب ، أم لا !؟
على مستوى العقائد :
الإسلام : يفرض عقيدة التوحيد ، ويرفض عقيدة التثليث .. كما يرفض كون المسيح ، ابنَ الله ! والنصارى: يؤمنون بالتثليث ، وببنوّة المسيح ، لله !
وقريش ، كانت قد رفضت ، من قَبل ، جعلَ الآلهة إلهاً واحداً !
على مستوى العادات والأخلاق :
نصارى الغرب : يشربون الخمور، ويلعبون الميسر، ويمارسون السفاح ، ويأكلون الربا ، الذي يقوم عليه نظامهم الاقتصادي ! وكلّ ذلك مَحميّ ، عندهم ، بقوانين ، شرعتها مجالسهم النيابية ، المنتخَبة من شعوبهم ! والإسلام يحرّم هذا، كلّه ! فهل يتوقّع المسلمون ، أن يقف سدَنة الديانة النصرانية ، والحضارة الغربية ، موقف المتفرّج ، من التغلغل الإسلامي ، في بلادهم !؟
كيف يُنشر الإسلام ، في البلاد الديموقراطية ؟
على مستوى المشاعر الإنسانية : الحبّ واللطف والتسامح ، تخيف سدَنة العقائد المنحرفة ، والأخلاق الفاسدة ، أكثر ممّا يخيفها العنف ؛ لأن العنف ، يعطي سدنة الانحراف حجّة ، لاتّهام الإسلام ، بالقتل والإجرام .. ويعطيهم ، بالتالي ، الحقّ ، في محاربته ، وتنفير الناس ، في بلادهم ، منه ، ومن أتباعه !
بينما نشرُ الإسلام ، فردياً ، بالدعوة الهادئة السلمية اللطيفة .. يؤتي أكلَه ، في التعامل ، مع الأفراد ، في الدول النصرانية ، وغيرها .. كما انتشر الإسلام ، في القرون المتعاقبة ، من خلال تعامل التجّار المسلمين ، مع الشعوب المختلفة ، في آسيا ، وغيرها ..!
على مَن يقع اللوم ؟
يقع على أفراد المسلمين ، المقصّرين ، في الدعوة الفردية ، إلى الإسلام ؛ لينتشر في أوروبا وأمريكا ، بالإيمان الفردي ، كما انتشر في مكّة ، عبر الأفراد ، الذين اعتنقوه ، في بداية الدعوة !
أوروبّا وأمريكا ، وغيرهما من الدول الديموقراطية ، هي مناطق مفتوحة ، للدعوة الفردية ، التي هي الأساس ، في دعوة الإسلام ! ويمكن فتح هذه الدول ، بعقول المسلمين ، وقلوبهم ، وألسنتهم .. كما فَتحت مناطقُ كثيرة ، من قبل ، أبوابَها للإسلام ، في آسيا ، عن طريق التجّار المسلمين الصالحين !
وكلّ مقصّر، في هذا السبيل ، أدرى بتقصيره !
وسبحان القائل : بلْ الإنسانُ على نفسِه بَصيرةٌ * ولو ألقى مَعاذيرَه !
وسوم: العدد 817