الحاجة الماسة لماء نظيف
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
اعزائي القراء
تطرقت في مقاله سابقه لضرورة إستخدام اي تقنيه علميه اقتصاديه تساعد السوريين في الظروف العصيبه الراهنه على تسيير بعض اعمالهم حتى تنتقل سوريا من وضعها الإستثنائي الى وضع مستقر..هذه المرحله الطارئه التي نعيشها اليوم لايمكن ان تخضع الى انظمه وكودات حيث الانظمه لها دورها في الحاله المستقره.
دورنا اليوم ان نفكر بأيه طريقه فنيه تساعد الشعب السوري على الإلتصاق بأرضه ضمن ظروف وشروط تؤمن على الأقل الحد الأدنى للمعيشه.
تعرضت منذ فتره لمقاله تشرح الخطوط العريضه لتأمين حد ادنى من الكهرباء للبيوت عن طريق إستخدام الطاقه الضوئيه حيث التطور العلمي في هذا المجال يمكن ملاحظته بصوره مستمره. وقد صلني من بعض المختصين في الهيئه السوريه للإعمار دراسة تطبقيه مميزه لتوليد الكهرباء بإستعمال الطاقه الضوئيه في بعض المراكز الخدميه في سوريا نفتخربها كوننا اضحينا روادا بهذه التقنيه..وما ينقصنا لتنفيذ بعض هذه النماذج الناجحه هو المال مع الأسف
اعزائي القراء
الوضع المأساوي في بعض مناطق سوريا اجبر الكثير من الناس على استخدام اي نوع من المياه لتأمين احتياجاتهم والتي وصل منسوب تلوثها الى اقصى حالات التدني بإختلاطها بالشوائب والبكتيريا والفيروسات,حيث يخبرنا زملاؤنا الاطباء الذين يقدمون خدماتهم في الداخل وخارج سوريا ايضا الى ظهور حالات تقرح جلدي وتقرحات داخليه لم تكن معروفه سابقا من احد اسبابها تلوث البيئه والمياه.
مثل هذه الحالات قد ينفع الطب جزئيا في السيطره على بعض نتائجها ولكن طالما بقيت الاسباب بقيت المشكله خارج السيطره..وهنا يقتضي تعاون الطب مع الهندسه للتقليل من آثارالتلوث المائي.
وقد إقترحت تنفيذ بعض وحدات التنقيه والتصفيه الصغيره لتحلية المياه والتي لا تحتاج لصيانه معقده .
أعزائي القراء
إن تحلية المياه هي سلسلة من العمليات تجرى لإزالة كل أو جزء من الأملاح الزائدة والمعادن من المياه. وقد يستخدم هذا المصطلح إلى إزالة الأملاح والمعادن الذائبة في الماء واكثر ما يهمنا هو إزالة العوالق والبكتيريا والفيروسات. ويتم تحلية المياه ليصبح من الممكن استخدامها في الحياة العملية كالزراعة والشرب والصناعة والأدوية.
و يهتم بهذا العلم التطبيقي الآن عدد كبير من الدول التي تعاني من نقص المياه ومن المتوقع خلال العشر سنوات القادمة أن ينمو هذا العلم بشكل كبير نظرا لما هو متوقع من حدوث أزمات مائية في الكثير من دول العالم وسوريا إحدى هذه الدول، حيث أن بعض الإحصاءات الاوليه تشير إلى وفاة سوريين باعداد لا بأس بها بسبب عدم توفر المياه النقية في هذه الايام .
لن اخوض في التفصيل العلمي لطرق التحليه وتصفية المياه فغايتنا من المقال هو تسليط الضوء على هذا الموضوع الهام ليشق طريقه منذ الآن كتفا بكتف مع تأمين الغذاء واللباس والدواء فهو احد السبل الوقائيه والتي يجب الانتباه لها والتركيز عليها.
بإختصار شديد
تتم عملية التحلية بثلاث مراحل أساسية قبل عملية التوزيع والضخ في الشبكة وهي كالتالي:
المعالجة الأولية للمياه
عملية ازالة الأملاح للمياه
المعالجة النهائية للمياه
المعالجة الأولية للمياه: ويتم فيها ازالة جزء كبير من المواد العالقة بالمياه كذرات الترابوالعوالق والبكتيريا والفيروسات.. وتتم إما عن طريق المعالجة الأولية التقليدية للمياه أو عن طريق المعالجة الأولية الحديثة للمياه. ويتم في هذه العملية إضافة بعض المواد الكيميائية لتسهيل عمليات المعالجة.
عملية ازالة الأملاح: حيث يتم فيها ازالة جميع الأملاح الذائبة في المياه والفيروسات والمواد الأخرى كالمواد الكيميائية والعضوية المنقولة والذائبة في الماء. وتتم عن طريق استخدام الأغشية أو التقطير.
المعالجة النهائية للمياه: ويتم فيها إضافة بعض الأملاح والمواد الأخرى لجعل الماء صالحا للاستخدام البشري وهذا يتم فقط عندما يكون الهدف من العملية خدمة المرافق التابعة للاستهلاك المباشر للبشر كالشرب أو الاستخدام المنزلي أو الزراعة. لا يتم إضافة الأملاح إذا كان الغرض منها استخدامات في تطبيقات الصناعة والأدوية لأنها تؤثر سلبا على جودة المنتج.
اكتفي بهذا الإختصار فهوبرأيي يعتبر كافيا لتسليط الضوء على هذا الموضوع الهام والذي يجب وضعه ضمن اولوياتنا حيث ان وحدة تحلية مدمجه باستطاعة ٤٠٠ متر مكعب في اليوم قد تغطي بلده بعدد سكان ١٢٠٠٠ نسمه ضمن ظروف إستثنائيه , آملا من زملائنا المهندسين إيلاء هذا الموضوع الإهتمام اللازم مع استعدادنا للتعاون مع اي فكره تصب في هذا المجال
والسلام عليكم ورحمة الله.