الصلاة في جبل الهيكل..
غسان مصطفى الشامي
لا يتوانى الصهاينة في كل ساعة عن الحديث عن آمالهم وأحلامهم العنصرية ونواياهم الخبيثة تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك، فهم يواصلون طرح الخطط الماكرة والمشاريع التهويدية الخطيرة، فضلا عن فرض المزيد من الضغوطات على الفلسطينيين من أجل دفعهم للقبول بمشاريع وقرارات الدولة العبرية وعلى رأسها الاعتراف بـ " يهودية الدولة".
أقدم الكنيست الصهيوني حديثًا على طرح خطوة خطيرة تتمثل في مناقشة مشروع قرار سحب الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدّسات الفلسطينية وسحب التفويض القديم الممنوح للأردن بالإشراف على المسجد الأقصى ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وذلك ضمن السياسات الصهيونية والمخططات الماكرة من أجل فرض السيطرة الكاملة لليهود على المسجد الأقصى وما يسمونه (جبل الهيكل).
ويعد قرار فرض السيادة اليهودية على القدس من أخطر المشاريع والقرارات منذ عام1967م، حيث صرح عضو الكنيست الصهيوني عن حزب الليكود " موشيه فايغلين " هو صاحب هذا المشروع " إذا أراد المسلمون أن يصلوا في جبل الهيكل فسنسمح لهم، ولكن بشروط أن يقبلوا الحق المطلق على المكان".
ويكشف مشروع قرار السيطرة اليهودية على المقدسات الفلسطينية نوايا صهيونية خبيثة تتواءم مع مشروع "يهودية الدولة" الذي تطرحه (إسرائيل) وواشنطن كشرط أساسي في الخطة الأمريكية الجديدة "خطة كيري"، وحديثا صادقت دولة الكيان الصهيوني على مشروع قانون يقضي بحظر تسجيل أي جمعية لا تعترف بـ (إسرائيل) دولة يهودية.
تتغول دولة الكيان العبري كل يوم في طرحها مشاريع السيادية الصهيونية ويهودية الدولة على الفلسطينيين، كما تواصل تنفيذ العشرات من مشاريع التهويد في القدس ومناطق الضفة المحتلة، كما تستمر الاقتحامات الصهيونية للقدس والاعتقالات وتهديد المقدسيين وسياسات هدم المنازل ضمن مسلسل الجرائم اليهودية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما أصدر الكنيست الإسرائيلي مؤخرا قراراً بتعيين لجنة فرعية خاصة لبحث ملف ما أسمته "صعود اليهود إلى جبل الهيكل"، فيما يسعى الصهاينة إلى تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع من خلال العمل على تكثيف وتهيئة الأوضاع والأرضية لاقتحامات يهودية جماعية، وفتح المجال أمام المستوطنين لتأدية طقوس تلمودية داخل المسجد الأقصى المبارك، كما طالب أحد أعضاء الكنيست بزيادة حجم القوات العسكرية المتمركزة داخل الأقصى وفي محيطه من أجل تشكيل حماية قوية لليهود عند تنفيذ اقتحاماتهم للمسجد الأقصى.
وتجري استعدادات وتحضيرات صهيونية على مستوى عالٍ لاستقبال عيد الفصح العبري الذي يصادف منتصف شهر نيسان (أبريل) القادم، وذلك لتنظيم اقتحامات يهودية جماعية للمسجد الأقصى وطقوس تلمودية خلال العيد، لتؤكد على وجود نوايا صهيونية خبيثة لتنفيذ سلسلة اعتداءات كبرى على الأقصى وتضييق الحصار على القدس.
كما تفيد مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال الصهيوني كثفت من اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك خلال العشر سنوات الماضية، حيث تسارعت الحفريات وصور القمع وتم مصادرة المئات من الأراضي والاعتداء على الأماكن التاريخية والأثرية وتغيير أسماء الشوارع في القدس، كما زاد عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، في سعي صهيوني يتمثل بفرض واقع جديد على المسجد الأقصى.
ويشار إلى أن الصهاينة بدؤوا منذ عام 2007م بالتحضيرات الفعلية لبناء الهيكل المزعوم من خلال تجهيز المخططات والمجسمات ونشر الصور والخرائط الصهيونية والقيام بالحملات الدعائية والترويجية للهيكل وهدم تلة المغاربة وتوسيع الاستيطان في القدس وإصدار المئات من قرارات هدم منازل المقدسيين، وغيرها من السياسات الصهيونية الهادفة لعزل المسجد الأقصى المبارك عن محيطه الإسلامي والعربي وإزالته عن الوجود.
أمام هذه الاعتداءات اليهودية على القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ أهلنا المرابطون في القدس في ثورة دائمة، حيث تجد المئات من شباب القدس والمرابطين وطلبة مصاطب العلم يقفون سدا منيعًا في وجه الاقتحامات الصهيونية ويحرسون المسجد الأقصى من جرائم العدو، هم وهبوا أرواحهم للقدس والمسجد الأقصى، وهم يدافعون عن شرف الأمة وطهرها وهم يقدمون الغالي والنفيس من أجل القدس والمسجد الأقصى، أمام جهود أهلنا المرابطين في القدس تجد أشراف العرب والرؤساء لا يحركون ساكنًا سوى الخطابات والبيانات التي لا ترتقي درجة للتنفيذ أو التحرك الفعلي بالدعم المادي لأهل القدس والمرابطين فيها..
والرسالة التي أوجهها للزعماء والبرلمانات العربية أن القدس والأقصى في خطر كبير، متى التحرك من أجل إنقاذ القدس والمسجد الأقصى المبارك قبل أن يحقق المحتل مخططاته لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم؟!..
إلى الملتقى ،،