المهمّات الخاصّة : من أهمّ أعمال القائد الناجح !
إذا اكتفى القائد ، بأعمال قيادته اليومية ، وأهمل المهمّات الخاصّة ، أضاع فُرصاً ، لايعوّضها عمله اليومي !
المهمّات الخاصّة للنبيّ :
إرساله عبدَالله بنَ أُنَيس ، لقتل خالد بن سفيان الهذلي :
استدعى النبيّ ، عبدالله بن أُنّيس ، وأخبره أن في ظاهر مكة ، رجلاً ، اسمه : خالد بن سفيان الهُذَلي ، يجمع الناس ، لغزو المدينة ، وقد اجتمع له ، عشرة آلاف رجل ! وأمر النبيّ ، عبدالله ، بأن يذهب إليه ، ويقتله !
قال عبدالله : صِفه لي ، يارسول الله ! فوصفه النبيّ ، وأخبره بأنه ، عندما يراه ، يخاف منه ! ثمّ ناول النبيّ ، عبدالله ، قضيباً ، وأمرَه بالانطلاق ! فانطلق إلى مكّة ، حتى وصل خالداً ، فخدعه ، بأنه آتٍ ليقاتل معه ! ثمّ قتله ، وعاد إلى النبيّ ، في المدينة المنوّرة ، فسُرّ النبيّ ، واستبشر، وأثنى عليه إ
أمره لحذيفة بن اليمان ، باستقصاء حالة قريش ، بعد إخفاقها ، في غزوة الخندق :
بعد إخفاق المشركين ، في اقتحام المدينة المنوّرة ، وتفكّك حلفهم ، مع قريظة .. هبّت رياح عاصفة ، اقتلعت خيامهم ، وكفأت قدورهم .. فعزم أبو سفيان ، على الرحيل !
وندَب النبي رجلاً ، يأتيه بخبر القوم ، فلم يقم أحد ، لشدّة البرد ! فأمَر النبيّ ، حذيفة بن اليمان ، فذهب واستقصى الخبر، ورآهم قد عزموا على الرحيل ، فعاد ، وأخبر النبيّ ، بخبرهم !
إرساله الرسل ، إلى ملوك العالم ، بعد صلح الحديبية :
أرسل النبيّ ، عدداً من الرسل ، يحملون رسائل ، إلى ملوك العالم ، يدعوهم النبيّ فيها ، إلى الإسلام ! وكانت إجاباتهم مختلفة ؛ بين الشدّة واللين !
رسالة حاطب بن أبي بلتعة :
أرسل النبيّ ، عليّاً والزبير، وراء المرأة ، التي حملت رسالة ، من حاطب بن أبي بلتعة ، إلى قريش ، تنذرهم بغزو مكّة ! فتبعا المرأة ، وأمراها ، بتسليمهما الرسالة ! فأنكرتها ، بدايةً ، ثمّ اخرجتها ، من شعرها ، بعد تهديدها بالتفتيش .. وعادا بها ، إلى النبيّ !
إرساله اثنين ، من الصحابة ، لاستقصاء موقف قريظة ، بعد أن شاع خبر تآمرها ، مع قريش ، في معركة الأحزاب ! أرسلهما ، وأمرهما ، بأن يَلحنا له لحناً يعرفه ، إذا وجدا الخبر صحيحاً ؛ كيلا يَفتّا في عضد الناس! وحين رجعا ، قالا : عضَل والقارّة ، ففهم النبيّ ، أن قريظة غدرت ، كغدر عضَل والقارّة !
تكليفه نُعيم بن مسعود ، بالتخذيل عن المسلمين ، في معركة الخندق :
أسلم نعيم بن مسعود ، فأخبر النبيّ بإسلامه ، دون أن يعلم به أحد ، وطلب من النبيّ ، أن يكلّفه بعمل ما، ينصر به المسلمين ! فقال له النبيّ : إنّما أنت رجل ، فخذّلْ عنا ، ما استطعت ! فاستغلّ نعيم علاقته ، مع كلّ من قريش وقريظة ، وفكّك الحلف بينهما ، بطريقة ذكية ؛ ممّا أضعف الأحزاب ، وأوهن عزيمة القوى الغازية ، التي ارتحلت ، بعد أن أرسل عليها الله ، الرياح ، التي كفأت قدورها ، وهدّت خيامها !
هذه نماذج قليلة ، من المهمّات ، التي كلّف بها النبيّ ، بعض أصحابه ، وهو قدوة للمسلمين، في هذه وغيرها !
وسوم: العدد 821