التذاكي والتغابي ، بين الأذكياء والأغبياء !
قال الشاعر:
تغابي الأذكياء:
عمرو بن العاص ، تخلّص ، من القتل ، على يد حاكم روماني ، بالتغابي :
في بعض الفتوحات الإسلامية ، دخل عمرو بن العاص ، على أحد حكّام الروم ، وحادثه ، فأعجب الحاكم : بفطنته ، ولباقته ، وذكائه ، وهو لايعلم أنه قائد الجيش! فأمر له بجائزة ، وأوعز إلى حاجبه ، بالباب ، أن يقتله ! لكن أحد الموجودين ، في بلاط الحاكم ، كان عربياً، وعرف نيّة الحاكم ، فقال لعمرو : قد أحسنتَ الدخول ، فأحسِن الخروج ! ففطن عمرو للأمر، ورجع إلى الحاكم ، وقال له : لقد أجزلتَ لي الهدية ، وإنّ ورائي عشرة ، من بني قومي ، أودّ أن يَشرفوا ، بلقائك ، ليحظوا بهدايا ، كالتي أهديتني إياها ! فأوعز الحاكم ، إلى البوّاب ، بأن يخلّي سبيله ، فخرج سالماً بدهائه ، الذي غلّفه بالتغابي !
القبعثرى والحجّاج : كان القبعثرى ، أحد فصحاء العرب ، وكانت بينه وبين الحجّاج ، شحناء، فقال له الحجّاج : لأحملنّك على الأدهم ، يريد(قيدَ الحديد) ! فقال القبعثرى(متغابياً عن القيد)، قاصداً الحصان : الأمير يَحمل على الأدهم والأشهب !
قال الحجّاج : أردت الحديد(القيد) ! فقال القبعثرى(عن الحصان ، متغابياً عن القيد): لأن يكون حديداً ، خيرٌ من أن يكون بليداً !
تذاكي الأغبياء!
آن لأبي حنيفة ، أن يمدّ رجليه !
دخل رجل ، ذو هيأة وملبس ، ولحية كثيفة بيضاء ، تبدو عليه ملامح الهيبة والوقار.. مجلس الفقيه أبي حنيفة النعمان ، وهو يعطي تلاميذه درساً ، فكفّ الإمام رجليه ، احتراماً له ، وكان قد مدّهما ؛ لما يعانيه ، من ألم المفاصل ! ولم يتكلّم الرجل ، طوال الدرس ! وبعد انتهاء الفقيه ، من درسه ، اقترب منه الرجل المهيب ، وسأله بأسلوب ، فيه الكثير، من التذاكي الفجّ : يا أبا حنيفة ، متى يفطر الصائم ؟ قال أبو حنيفة: بعد غروب الشمس ، فقال الرجل: وإذا لم تغرب الشمس، فمتى يفطر؟ فقال أبو حنيفة، بعد أن عرف ، أن مَخبَر الرجل ، يختلف عن منظره ، الذي احترمه لأجله : آنَ لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه ! فذهبت مثلاً .
وسوم: العدد 822