روس وأمريكيون وإيرانيون وعرب وخداع للشعب المذبوح
صفقات مريبة : يا قطان احترق قطنك
زهير سالم*
الخبراء الروس الذين خرجوا من دمشق منذ عام تحت ضغط الثورة والثوار يعودون إليها بالعشرات ، بعد مسلسل الهدن في ريف دمشق وأحيائها . وحسب ايديعوت أحرنوت : يعود الخبراء الروس بالعشرات لاستكمال الانتصار لبشار الأسد !!!
في شهر آذار القادم سيزور الرئيس الأمريكي العربية السعودية لإقناع عاهلها بجدوى الوصفة الأمريكية في السير في ركاب روسية لحل ما يدعونه الأزمة السورية حسب الرؤية الروسية ..
اشتغل الروس منذ زمن برعاية مباشرة من لافروف على توضيب طاولة لقاء بين العرب الخليجيين وبين الإيرانيين . ويبدو أن الطاولة قد أثمرت بعض الثمرات كان في مقدمتها القوانين العربية لتجريم التوجه إلى سورية . هذه القوانين التي وصفها الإعلام السوري بقوانين إعلان التوبة. على طريق السخرية والاستصغار
وكانت الثمرة الثانية المباشرة للطاولة ( الروسية – العربية – الإيرانية ) كما يقول المتابعون هي تشكيل الحكومة اللبنانية . الحكومة التي يشارك في تشكيلها قتلة الشعب السوري ، والتي يعلن وزير داخليتها أنه سيبادر إلى إغلاق معابر الموت مع سورية لمنع تسرب السيارات المفخخة من سورية إلى لبنان دون أن يلتفت إلى معابر القلوب المليئة بالحقد المتجهة من لبنان إلى سورية ..
بالعودة إلى قوانين إعلان التوبة التي أشار إليها الإعلام السوري دون إشادة لم تقابل بالجواب الذي كان قد رُتب عليها على ما يبدو ..
فحسب رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة في جلسة خاصة مع دبلوماسيين رفيعي المستوى في بيروت كان مقتضى الاتفاق : أن تضّيق الحكومات العربية بالتعاون مع أمريكا على المقاتلين الأجانب في سورية ، وأن تقوم هذه الحكومات بمنع مواطنيها من التوجه إلى سورية وتجريم كل فرد يقدم على هذه الخطوة تحت طائلة العقوبات المشددة ، ويكون المقابل هو تقليص وجود الكتائب الإيرانية والحزبللاوية في سورية .
المتوقع حتى الآن حسب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق السنيورة – أن يقوم حزب الله بتخفيف ظهوره العلني في سورية فقط .
تخفيف الظهور العلني فقط وليس الانسحاب من سورية ، أو تضييق المشاركة في قتل السوريين ، أو تجريم هذه المشاركة !! وكيف تجرم هذه المشاركة والمراجع الدينية الشيعية تقدمها لأتباعها كجواز سفر إلى الجنة ، بينما المفتون المسلمون يقولون فيها ما لم يقله مالك في الخمر ؟!
الظهور العلني لحزب الله على الأرض السورية هو الذي يحرج النظام العربي ويربكه ويقيم الحجة عليه أمام جماهير الأمة ، ويفرض عليه استحقاقات لا قبل له بها ولذلك هو يفاوض ويناور ليعفى من هذا التحدي فقط وبالسر بإمكانكم أن تقتلوا السوريين كما تريدون ...
خطابات حسن نصر الله المتبجحة هي التي تستفز شباب الأمة وتحركهم وتطلقهم باتجاه الميدان . و في حال لو تم ما تريد روسية وما تريد إيران بصمت لكان للأمر شأن آخر ..
السيد السنيورة يذكر في مجلس الدبلوماسيين الكبار أن لديه معلومات عن تفكير جدي لدى هيئات عليا مقاتلة في حزب الله في تغيير الاستراتيجية الحزبية في قتل السوريين : من التحدي العلني إلى تخفيف هذا الظهور العلني ، وتجنب قواعد الاشتباك المتميز عن القوات الأسدية .
يؤكد السيد السنيورة أن هناك شخصيات خليجية وإمارتية تشجع قيادات حزب الله وعلى رأسها القائد الحزبللاوي اللواء ( عباس إبراهيم ) على التفكير باتجاه تحويل مشاركة حزب الله في قتل السوريين من المشاركة العلنية المتحدية والمتبجحة والمستفزة ( طائفيا ومذهبيا ) وهذا ما يحرج الحكام العرب ، إلى الاستراتيجية الصامتة التي تتبع سياسة الإنكار على ما يفعل المالكي والإيرانيون ..
يبدو حتى هذا يرفض حزب الله الإقرار به ...
تذكرون حادثة الاغتصاب في بيت من بيوت الله وأمام مكبر الصوت المرتبط بمئذنة البلدة ...
هكذا يريد نصره حسن نصر الله ...
وسواء عنده تابوا أو لم يتوبوا ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية