العلاقة بين الدين و الدولة في العالم الغرب
في الفقرة القادمة سنتناول نماذجا لبعض الدساتير و القوانين الغربية و سنجد أنها تتناول بوضوح شديد و صرامة قاطعة ما يستحي كثير من الإسلاميين من الجهر به و منها على سبيل المثال :
1/ *بريطانيا* :
ينص القانون على أنه ليس هناك مانع ديني من تولي المناصب السياسية ما عدا صاحب السيادة العليا ( الملك أو الملكة) الذي يجب أن يكون مسيحيا بروتستانتيا.
لاحظ أن القانون هنا يحدد ليس فقط الدين بل و المذهب أيضا فماذا ستكون ردة فعل الليبراليين العرب لو قلنا أن رأس الدولة يجب أن يكون من أهل السنة و الجماعة مثلا ؟؟
و تعطى الأولوية في توريث الملك للأكبر من الذكور.....
أين المساواة بين الرجل و المرأة هنا ؟؟
و يحرم ولي العهد من تولي الملك إذا غير مذهبه أو تزوج من غير بروتستانتية !!
أنظر إلى هذا التشدد في تحديد مذهب الملك بل و حتى مذهب زوجته ثم يحدثونك عن الإعتدال و محاربة التطرف .
و يكون صاحب السيادة العليا ( الملك أو الملكة ) هو الحاكم الأعلى للكنيسة الإنجيلية و من صلاحياته تعيين القساوسة و رؤسائهم ( لو طالبنا بهذا في بلادنا لوصفنا بالمتخلفين و الظلاميين)
و يتكون البرلمان من الملك ( و يكون منصبه بالوراثة ) و مجلس الشعب ( و هو منتخب من الشعب) و مجلس اللوردات ( الذي يعينه الملك) و يضم مجلس اللوردات ما يسمى بالمجلس الروحي و يتكون من 26 أسقفا من أساقفة الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية ( إنتبه ايها العلماني العربي الأرعن).
و تمرر أغلب القوانين من مجلس الشعب على مجلس اللوردات لإجازتها و إذا اعترض مجلس اللوردات على قانون معين يحول الأمر إلى الملك بتوصية من رئيس الوزراء.
لاحظ هنا أن مجلس اللوردات ( المعين غير المنتخب و المحتوي على 26 أسقفا ) من صلاحياته أن ( يفرمل) ديموقراطية مجلس العموم و أن الملك ( و هو إنجيلي بروتستانتي بالضرورة ) من حقه تعطيل أي قرار صادر من مجلس العموم بلا إستثناء.
2/ *الدنمارك*
تنص المادة 4 من دستور الدنمارك على أن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي الكنيسة الرسمية للدولة
و تنص المادة 6 على أن الملك يجب أن يكون منتميا لها
و تنص المادة 66 على أن دستور الكنيسة اللوثرية يجب أن يطبق بالقانون
هذه ثلاث مواد في الدستور الدنماركي تتحدث بوضوح شديد عن الدين بل و تحدد مذهب الدولة و مذهب رأس الدولة.
3/ *اليونان* :
تنص المادة الأولى ( أكرر.. الأولي) على أن المذهب الرسمي للأمة اليونانية هو مذهب الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
و تنص المادة 47 على أن رأس الدولة يجب أن يكون منتميا لها.
4/ *إسبانيا*
تنص المادة 6 من الدستور الإسباني على أن من واجب الدولة حماية المذهب الكاثوليكي باعتباره المذهب الرسمي و تنص المادة 7 على أن رأس الدولة يجب أن يكون كاثوليكيا.
5/ *آيسلندا*
تنص المادة 62 من الدستور على أن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي الكنيسة الرسمية للدولة و يجب على الدولة حمايتها و دعمها ( مع أن أتباعها يشكلون 80% من السكان و لو طالبنا بمادة مشابهة في السودان الذي أكثر من98% من سكانه مسلمون فسيعتبر العلمانيون ذلك هضما لحقوق الأقليات!!!!!! )
6/ *كندا*
رغم أن الدستور الكندي لا يحدد ديانة رسمية صراحة إلا أن الميثاق الكندي للحقوق و الحريات ينص على أن رأس الدولة يجمع بين رئاسة الحكومة و رئاسة الكنيسة الإنجيلية.
7/ *الأرجنتين* :
المادة الثانية من الدستور : الدولة تدعم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الرسولية.
8/ *السويد*
المادة الرابعة من الدستور السويدي : يجب أن يكون الملك و أعضاء مجلس الشعب من أتباع الكنيسة الإنجيلية
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم
الدستور هنا لا يحدد فقط
*دين الملك*
بل و يحدد أيضا *دين و مذهب أعضاء مجلس الشعب ( أي البرلماااااان* أيها العلماني العربي)
ثم يحدثك *الليبراليون عن التزمت و الإقصاء إذا طالبنا بأن يكون رأس الدولة مسلما......* سبحانك هذا بهتان عظيم.
بل إن المادة الثالثة من قانون التسوية الانجليزي تنص على أن *ملك بريطانيا هو حامي الكنيسة البروتستانتية في العالم ( أكرر ......في العااااااااااالم)*
و تخيل بربك ردة فعل العلماني العربي لو طالبنا بأن يكون رأس دولتنا *حاميا للإسلام خارج حدود دولته*
فمتى يستفيق المسلمون من غفلتهم و يصدعوا بثوابت و مسلمات دينهم و يعلموا أن الصادقين و المبدئيين هم من يكسبون الجولة الأخيرة في الدنيا و يكسبون الآخرة ؟؟
وسوم: العدد 829