التخاصم بين العرب والعجم – من مظاهر الشعوبية..
التخاصم بين العرب والعجم
من مظاهر الشعوبية..
د. محمد عقل
منذ أواخر العصر الأموي دبّ صراع بين الموالي الفرس والعرب على السيادة الإدارية والحضارية في الدولة الإسلامية، وقد احتدم هذا الصراع في العصر العباسي الأول ما أدّى إلى نشوء الشعوبية، وهي حركة اجتماعية تجلت آثارها في الشعر والنثر والأدب وقوامها أن الفرس (العجم) متساوون مع العرب ولذا سموا بأهل التسوية، وهناك قليل ممن دعا إلى تفضيل العجم على العرب وهم الشعوبية المتطرفة، وقد شن العرب والأبناء من سكان بغداد يرأسهم الجاحظ وابن قتيبة حرباً شعواء على الشعوبية، وفيما يلي نماذج أدبية لهذا الصراع كما وردت في التذكرة الحمدونية لابن حمدون:
-زعموا أن ناسكاً من بني الهجيم بن عمرو بن تميم كان يقول في قصصه: اللهم اغفر للعرب خاصة وللموالي عامة، فأما العجم فهم عبيدك والأمر إليك.
-وزعم الأصمعي أنه سمع أعرابياً يقول لآخر: أترى هذه العجم تنكح نساءنا في الجنة؟ قال: أرى ذاك والله بالأعمال الصالحة، قال: توطأ رقابنا والله قبل ذلك.
-سُمِعَ رجل يقرأ: الأكراد أشد كفراً ونفاقاً، فقيل له: ويحك! الأعراب، قال: كلهم يقطعون الطريق.
- صلى أعرابي وأطال الصلاة وإلى جانبه ناس فقالوا: ما أحسن صلاته! فقطع صلاته وقال: مع هذا أنا صائم.
-وجاء في كتاب فقه اللغة للثعالبي: قال بعضُ الشُّعوبيَّة لابن الكلبي: لِمَ سَمّت العرب أبناءها بكلب وأوس وأسد وما شاكلها، وسمَّت عبيدها بيُسر وسَعد ويُمن؟ فقال وأحسن: لأنها سَمت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها.
ومن كتب الشعوبيين نذكر: كتاب لصوص العرب، كتاب مثالب العرب، كتاب مناقب العجم،
فحذار من الشعوبية الذين يسخرون، اليوم، من العرب صباح مساء.