نداء إلى الرأسماليين العرب والمسلمين
د. مصطفى يوسف اللداوي
هل بات الكيان الصهيوني يتخوف من سحب الاستثمارات الأوروبية والأمريكية من أسواقه؟
وهل بدأت البنوك الأوروبية وبيوت المال والصيرفة الغربية تفكر بضرورة إنهاء أعمالها، والتوقف عن تمويل مشاريع داخل الكيان الصهيوني، وعلى الأخص وقف تمويل أي مشاريع اقتصادية يعود ريعها أو نفعها على المستوطنات الإسرائيلية المشادة على أراضٍ فلسطينية محتلة،
ألا يجدر بنا نحن العرب والمسلمين أن نشجع أوروبا ومؤسسات الإتحاد الأوروبي للمضي في هذا التهديد، وجعله تهديداً فعلياً وحقيقياً،
فلنرفع في وجوههم البطاقة الحمراء مهددين، ليقاطعوا المؤسسات الإسرائيلية، وليتوقفوا عن التعاون معهم، فلا استثمارات ولا عقود عمل، ولا مشاريع دعم ولا قروض، ولا تمويل ولا مساعي للإنقاذ والإنعاش،
الإسرائيليون يتألمون من هذا الجانب العقابي، فهم أصلاً يحبون المال، ويعشقون التجارة، ويخافون على رؤوس أموالهم، ويخشون المنافسة، ويقلقون كثيراً ممن يهددهم في أسواقهم وأعمالهم،
اليهودي في أصله جشع ومحتكر ومرابي ومحب للمال، ولا يساعد إلا لنفع، ولا يقدم العون إلا بفائدة، ولا يدين أحداً إلا بنسبة، لغيره أو لابن دينه لا فرق،
إنهم يشعرون أن هذا العقاب قاسي ومؤلم، وهو موجع ويطال المجتمع الإسرائيلي كله، وينعكس على مختلف جوانب حياتهم،
فهل نعمل على توسيعه، ونجتهد لتعميقه وجعله أكثر وجعاً وإيلاماً، ولا نستخف بجهودنا، ولا نقلل من أثرنا،
هذا يومكم أيها أثرياء العرب والمسلمون، يا أصحاب الثروات، ويا رجال الأعمال، أيها الصناعيون الكبار، يا أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، ومشغلي البنوك الأولى،
مارسوا ضغوطكم، واستخدموا نفوذكم، وشددوا على المؤسسات التي تتعاون معكم، لتمضي في المقاطعة، ولتنفذ العقاب، فهذه المقاومة هي من جنس عملكم، وهي لا تتعارض مع قوانينكم، وهي لا تدينكم، ولا تؤثر سلباً عليكم، ولا تصنفكم إرهابيين، ولا تصفكم بأنكم معادين، فعجلوا ببذل جهودكم، والقيام بواجبكم، فهذا اليوم يومكم، فامتازوا فيه، ليحسب لكم، ويكون في رصيدكم،
فنحن نعلم يقيناً أن هذا العقاب موجع ومؤلم، وهو مؤثرٌ ومجدي، وهو مجربٌ قديماً ومختبر، وسيصرخ منه الإسرائيليون قريباً، وسيرفعون أصواتهم مطالبين حكومتهم بتعويضهم، أو العمل لرفع العقوبات عنهم، وإعادة تسيير عجلة الإقتصاد كما كانت،
ولا يكون هذا إلا بالتخفيف عن الفلسطينيين، ورفع المعاناة عنهم، وإعادة الحقوق إليهم، فهل تساهموا أيها الرأسماليون العرب في نصرة قضيتكم، وفي الانتصار لأمتكم؟ فهذه هي فرصتكم ...