ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
تفشت بيننا نحن الفلسطينيون ثقافة من نوع جديد يمكن الاصطلاح عليها بـــ " ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة " وهي ثقافة انسجمت كامل الانسجام مع أدوار حاملي تلك الثقافة خاصة عند اللبيب الذي بالإشارة يفهم .. وتتجلى تلك الثقافة بوضوح وبصدق أثناء اصطفاف تلك الأباريق المشقمة فوق بعضهم البعض ، أو بجانب بعضهم بعضا ، كما يُصفف الفاخوري أباريق فاخورته بنظام وانتظام ، وبتنسيق جميل يحتاج إلى التقاط الهواة لصور تذكارية بجانبها ، وكيف لا وهم الأباريق المشقمة !؟.
لا خير يُرجى من وراء تلك الأباريق المشقمة ، وهل المشقوم والمبعوج والمشوَّه والمكسور من الفخار يمكن تلييسه أو ترقيعه !؟.
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي ثقافة الحرص على المقعد الأول في كل مناسبة أو بأحْرَض وأثير ضجة لا بيش ولا بقديش كما يقول المثل ...
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي ثقافة " وأنا مالي " !!.
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي ثقافة النفخة الكاذبة والتدليس والكذب والنفاق والوصولية والانتهازية ، ولو على حساب معاناة شعبنا ومزيدا من ضياع وطننا !.
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي مائة عين تبكي ولا عيني !.
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي كالنبات الأخضر الذي ينبت متسلقا فوق الجدران ، جميل المنظر مُر الطعم وتعيش بداخله الحشرات !.
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي ثقافة "المهم أعيش أنا ويموت غيري " !.
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي استعراض العضلات الفكرية والأدبية والثقافية والسياسية والدينية فقط من أجل المارشات الاستعراضية !.
ثقافة الأباريق المُشَقَّمَة هي ثقافة الإدلاء بكل دلو حتى لو كان ذلك الدلو في مياه الصرف الصحي – أجل الله القارئين - !.
اما آن الوقت لاستئصال جراحي لثقافة الأباريق المُشَقَّمَة وقد زكمت رائحتها الأنوف .. فلعلنا نحيا من جديد !؟.