السياسة الخارجية التركية من منظور حزب الشعب الجمهوري
خلال كلمته الأسبوعية أمام أعضاء كتلة حزبه البرلمانية، شن زعيم المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو، هجوما عنيفا على السياسة الخارجية التي تنتهجها حكومة العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث شدد كليتشدار أوغلو على ضرورة إعادة النظر في السياسة الخارجية لتركيا، مطالبا بترميم العلاقة مع مصر، وإعادة المياه إلى مجاريها مع نظام الأسد في سوريا، من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وأضاف زعيم حزب الشعب الجمهوري أن "مصلحة تركيا فوق كل اعتبار.. يجب إحلال السلام مع مصر وعلينا عدم الخوض في نزاعات مع الأمم الأخرى"، متسائلا عن سبب عدم وجود سفير في القاهرة.
كمال كليتشدار أوغلو طالب الحكومة أيضا بالتوقف عن إرسال أسلحة إلى ليبيا، متسائلا عن سبب إقدام أنقرة على تأجيج النزاع هناك، في وقت يمكنها أن تكون فيه وسيطا بين الأطراف لإنهاء الحرب.
يأتي التصعيد السياسي لزعيم المعارضة، في وقت تتعرض فيه تركيا لمحاولات حصار غير مسبوقة في منطقة شرق المتوسط، حيث تسعى دول الاتحاد الأوروبي بواسطة قبرص الجنوبية إلى عزل تركيا، بدعم من اليونان ومصر وإسرائيل، من دول المنطقة، والولايات المتحدة من خارجها.
ودعا كليتشدار أوغلو؛ رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وحكومته إلى تغيير سياسته الخارجية في الشرق الأوسط، بالتخلي عن التعلق بجماعة الإخوان المسلمين، وعدم مساندة حكومة السراج الشرعية في ليبيا، وإعادة السفير التركي للقاهرة وتطبيع العلاقة مع نظامها الجديد، والمصالحة مع النظام السوري، وفتح علاقات مباشرة مع دمشق.
من الواضح تماما أن كليتشدار أوغلو يتبنى المطالب ذاتها التي تنادي بها دول محور "الثورة المضادة" التي تتبنى موقفا معاديا لثورات الربيع العربي، وتقف ضد مطالبة الشعوب بالحرية والكرامة والديمقراطية.
ما يؤكد تماهي كليتشدار أوغلو مع محور الثورة المضادة، اكتشافه بشكل مفاجئ شماعة "جماعة الإخوان المسلمين"، واتهامه أردوغان بأنه يضحي بعلاقات تركيا مع الدول العربية من أجل الحفاظ على علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين. وهذا يعني أن هناك قنوات تواصل مفتوحة بينه ودول الثورة المضادة، على صعيد الأفكار والمواقف السياسية.
الغريب والمتناقض في كلام كليتشدار أوغلو، دعوته الحكومة التركية لتطبيع العلاقات مع حكومة نظام الأسد كونها شرعية، ومطالبته بنفس الوقت بقطع الدعم عن حكومة السراج الشرعية في ليبيا، المعترف بها أمميا، لصالح مليشيات خليفة حفتر المتمردة.
وسوم: العدد 834