ظاهرة تشميع الخيطان ، تزداد ، بازدياد قوّة الثقة ، وضعف الدين !
مصطلح شمَّع الخيط / أصل القصّة :
كان أحد الشباب يعمل ، لدى صانع خيوط ، وكان عمله في العراء ، حيث مدّ صاحب العمل الخيط ، وأمر الشابّ بتشميعه ! فباشر الشابّ عمله ، وحين رأى غفلة ، من صاحب العمل، تسلّل خفية ، وتوارى عن أنظار معلّمه ، المشغول بعمل آخر! وجاء مَن يسأل المعلّم ، عن العامل الشابّ ، فالتفت المعلّم ، إلى حيث كان الشابّ يعمل ، فلم يره ، فقال للسائل عنه : لقد أمرته بأن يشمّع الخيط ، فيبدو أنه شمّعه ، وهرب ! فذهبت القصّة مثلاً، وصارت تستعمل، على شكل مجازي، في الحالات المشابهة ، فيقال: فلان شمّع الخيط ، أيّ: هرب ، أو توارى عن الناس !
الاستعمالات المجازية ، لتشميع الخيطان !
نماذج :
النموذج الأوّل : في إحدى دول الخليج ، أصدقاء مؤتمَنون ، يسطون على أموال صاحبهم ، كلّ بطريقته ، وبأعمال تجارية مختلفة ، ويشمّعون الخيطان !
النموذج الثاني ، في الشام.. صور مختلفة للتشميع: استثمارات في الأموال ، في حلب ودمشق، لدى بعض النصّابين ، الذين كانوا يعطون أرباحاً غير معهودة ، لأصحاب الأموال ، لإغرائهم بالاستثمار.. ثمّ تجمّعت لديهم ، ثروات ضخمة ، فشمّعوا الخيطان !
وفي مناطق عدّة ، من بلاد الشام ، تمّت استثمارات عدّة ، في تجارة القرطاسية ، ثمّ لجأ النصّابون ، إلى إعلان إفلاسهم ، وتشميع الخيطان !
وجرت استثمارات عدّة ، في تجارة الملابس، وكانت النتيجة الإفلاسَ، وتشميع الخيطان!
كما جرت استثمارات ، في العقارات وتجارة البناء ، ثمّ كانت النتيجة ، تشميع الخيطان !
النموذج الثالث في تركيا: تونسيّ ، يقوم باستثمارات مالية واسعة ، ويغري أصحاب الأموال ، ويورّط معه آخرين ، على شكل وسطاء ، ويحصل على ملايين الدولارات ، ثمّ يلجأ إلى تشميع الخيط ، دون أن يعرف أحد مكانه !
النموذج الرابع : في إستراليا ، صديق مقرّب ، يأكل مال صديقه ، ثمّ يشمّع الخيط !
فهل تدلّ حالات تشميع الخيطان ، المذكورة وغيرها : على الطمع ، أم على ضعف الذمم ، أم على البراءة ، أم على الغفلة ، أم على الثقة الزائدة ، أم على فقدان الوازع الديني والخلقي.. أم على هذا ، كلّه !؟
وسوم: العدد 836