العادات السورية في إسبانيا الأصيلة لا زالت سائدة في إسبانيا باعتراف سكانها ذاتهم
زرتُ سيدة إسبانية متقدمة في العمر
ومهتمة بدراسة عادات الشعوب فوجدتها تضع قبقابًا أمام الحمام، وحذاءً خاصًّا بالمنزل أمام عتبة البيت فقلت لها: يا لهذه عادات تركية.
صححت لي المعلومة
وقالت: نحن لم تحتلنا تركيا، نحن يا سيدة قوم احتلنا الأمويون - عبد الرحمن الداخل - وجلب فيما بعد حرفيين وفنانين من عاصمتكم من دمشق، وهكذا يفسر علماء الأنثروبولوجيا انتقال عادات النظافة الداخلية، وطهارة البيوت والأواني منذ زمن في إسبانيا بسبب سلوك أهل دمشق
تخيلي أمهاتنا يصنفون ليف الجلي
قسم للزفر
وقسم للبلور
والبللور صناعة دمشقية قديمة جدًا
يا سيدتي الكريمة: النظافة اسمها بلاد الشام
فعندما ذهبت الحملات الصليبية
واحتلت بيت المقدس، تفاجأ الجند بمستوى النظافة المدهش في بلاد الشام
كما ذكرت زيجريد هونجه في كتابها
شمس العرب تسطع على الغرب
الحضارة ليست مالًا يتدفق، إنها سلوك
ولذلك عليكِ أن تفتخري بأنك سورية
هل تعلمين أن تصنيف بلادكم الأولى من حيث الحضارة من خلال مقياس الطعام
قال لي أحد المصنفين الأمريكين، وهو متعمق في الأنثروبولوجيا، واسمه جورج ميركز في عام 1992:
ما هذا الشعب المعقّد في ذوقه، فالسَّلَطة البسيطة التي يتناولونها (التَّبولة) يستغرق إعدادها ساعات
وكلما كان إعداد وجبة الطعام اليومية صعبًا كان مؤشر حضارة البلد مرتفعًا
أنتم تأكلون فتَّات وفتوش ومكدوس
وهذه كلها مؤشر لحضارة عريقة جدًا جدًا
اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أخاطب نفسي كيف لنا أن نشوه هذا الإرث الحضاري النبيل.
وسوم: العدد 840