الأوروبيون وسوريا وتركيا
برلين… من المقرر أن يتم خلال مشاركة المستشارة انجيلا ميركيل باجتماع منظمة الامم المتحدة السنوي حاليا،وميركيل ستغادر برلين في وقت لاحق من هذا اليوم السبت 21 أيلول / سبتمبر الى نيويورك تلتقي من خلالها وحتى يوم الثلاثاء المقبل 24 الشهر الحالي بعض زعماء العالم، اجتماع قمة رباعية تضم ميركيل ورؤساء تركيا وفرنسا وروسيا، (رجب الطيب اردوغان وايمانوئيل ماكرون وفلاديمير بوتين) ، لمناقشة الوضع في سوريا ولا سيما محافظة ادلب وعزم الرئيس التركي اردوغان اقامة منطقة آمنة في سوريا للاجئين السوريين وبالتالي دعوته لمؤتمر دولي في تركيا من اجل تقديم المساعدات وانهاء المطالب في تركيا ولبنان وايضا في اوروبا بإعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم .
وطلب اردوغان الاوروبيين بتنفيذ فقرات الاتفاق التركي الاوروبي لوضع حد لتدفق اللاجئين لأن أكثر دول الاتحاد لم تفِ بالتزامها بما تم الاتفاق عليه، والتي منها استيعاب الاوروبيين لحوالي 70 الف لاجئ سوري ومساعدة من يريد من اللاجئين السوريين العودة الى تركيا مساعدتهم طواعية وليس بالإكراه، فدول الشرق الاوروبي العضوة بالاتحاد نكصت على عقبيها ولم تستقبل لاجئا سوريا واحدا، اضافة الى عدم تقديمها اي مساعدات مالية لتركيا للتخفيف عن تركيا بعض الشيء، والمانيا وفرنسا ودول إسكندنافية تعتبر الوحيدة التي تقوم بتقديم مساعدات بين الحين والآخر ، الأمر الذي كان وراء تهديد الرئيس التركي الاوروبيين بإلغاء الاتفاقية وفتح حدوده الاوروبية للاجئين للذهاب الى اوروبا وانهاء الرقابة على البحر المتوسط وايجة لوضع حد لقرصنة تهريب اللاجئين الى اوروبا.
تأتي تهديدات اردوغان الاوروبيين بإلغاء اتفاقية اللجوء التركية الاوروبية جراء فشل مباحثات انقرة حول سوريا التي جمعت الرئيس التركي برئيسي روسيا وايران فلاديمير بوتين وحسن روحاني، فبوتين وروحاني لم يبديا اي استعداد لإنهاء الهجمات التي تتعرض لها محافظة إدلب من قِبَل نظام سوريا وبمساعدة عسكرية قوية من ايران وروسيا حليفي بشار اسد ضد الشعب السوري، وأيضا التزام الاتحاد الاوربي الصمت تجاه عزم الرئيس التركي إقامة منطقة عازلة وآمنة للاجئين السوريين، هذه المنطقة التي تراود مخيلة الاتراك منذ بدء انتفاضة الشعب السوري .
وبالرغم من أن الاتحاد الاوروبي يدعم خطة اردوغان بإقامة منطقة عازلة وآمنة للسوريين، الا ان الدعم يبقى فقاعات هوائية ولم يساهم الاوروبيون بمساعدة الاتراك لإقامة المنطقة الآمنة.
ولا يملك الاوروبيون خططا استراتيجية لإنهاء مأساة الشعب السوري ولا يملكون اي خطة استراتيجية لمساعدة الحكومة التركية بالتخفيف عن عبء تدفق اللاجئين السوريين والعراقيين على تركيا، فجميع خططهم واتفاقياتهم لوضع حد لمأساة الشعب السوري والضغط على موسكو وطهران لإنهاء دعمهم لبشار اسد بقيت بدون تنفيذ، وسبب ذلك يعود الى أن سياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية أصابها الضعف والهشاشة منذ نجاح الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن بضعضعة سياسة الاوروبيين الخارجية بتقسيم الاوروبيين الى عجائز وشباب فالعجائز المانيا وفرنسا والسويد ودول الـ / بني لوكس هولندا وبلجيكا واللوكسبورج / وشباب بولندا والتشيك وسلوفاكيا وهنغاريا التي تؤيد السياسة الامريكية بكل صغيرة وكبيرة وتضع عقبات امام كل سياسة خارجية يريد الاوروبيون تنفيذها والتي تكمن بإنهاء النزاعات في العالم وخاصة في سوريا والشرق الاوسط وبالتالي عدم اهتمامهم بالاتفاقية التركية الاوروبية للّجوء بالرغم من انهم بمقدمة من قام بالتوقيع عليها.
ويرى خبراء شؤون الشرق الاوسط عدم اهتمام الاوروبيين بمنطقة آمنة للاجئين السوريين وضغطهم على موسكو وطهران لإنهاء مهاجمتهم ادلب وسحب يدهم من نظام بشار اسد، الى ان المنطقة الآمنة واستقرار اللاجئين في ادلب خطر على الكيان الصهيوني الذي لا يزال يرفض اي تغيير سياسي يطرأ على دمشق ، وبالتالي ضعضعة الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان سياسيا.
وسوم: العدد 843