الموت القادم من الشمال
في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ وخلال خمس سنوات عجاف، كان الموت القادم من الشمال يزحف على شكل إعصار ينطلق من كهوف صعدة، وكان شياطين الانقلاب يتحججون بأن النظام الذي ارتضاه اليمنيون عبر انتخابات حرة، قد رفع قيمة المشتقات النفطية بمقدار 7% بسبب أزمات البلاد ورفض أعراب النفط تسليم ما تعهدوا به لليمن في مؤتمر لندن، وقد تم الانقلاب على الشرعية والسيطرة على مؤسسات الدولة بالإرهاب الذي تجاوز كل الحدود وفاق كل التصورات، ونجح بدعم خارجي من أشقاء انخرط بعضهم في ما بعد في التحالف العربي، وكان هؤلاء الحمقى -في أحسن الأحوال- يعتقدون أنهم ينتقمون من رغبة اليمنيين في امتلاك مقاليد أمورهم وتسببهم في إشعال أشواق الحرية وسط شعوب تلك الأنظمة التي جمعت بين الاستبداد والفساد. وبعد سيطرة الانقلابيين الحوثيين على مقاليد البلاد رفعوا أسعار المشتقات النفطية بنسبة تصل في بعض الأوقات والأماكن إلى 700% بدلا عن ال7% التي تحججوا بها وأدخلوا اليمن في أتون حروب التهمت جماجم عشرات الآلاف من اليمنيين، وقد أخبر واقع الحال بأنهم أحرقوا بتلك المشتقات النفطية الأخضر واليابس في بلاد السعيدة، التي لم تفقد ما بقي لها من سعادة بل استحالت إلى مضرب المثل في الجحيم والشقاء؛ حتى أن الأمم المتحدة اعتبرت أن كارثة اليمن تُمثّل مأساة العصر!!
وسوم: العدد 844