الديانة (الكُرسانية) ، والفتاوى المحيطة بها : سياسياً ودينياً !
الديانة الإسلامية، هي الديانة الوحيدة الصحيحة ، اليوم ، في العالم ، كما يعتقد المسلمون !
الديانات ذات الأصل السماوي ، الباقية المعروفة ، هي : اليهودية والنصرانية !
الديانات الوثنية : كثيرة متنوّعة ، منها : عبادة البقر، ومنها عيادة النار، ومنهاعبادة الأشخاص!
الديانات المنحرفة عن دين ، ذي أصل سماوي كتلك المنحرفة عن الدين الإسلامي ، هي وثنية بمجموعها !
أمّا ديانة الكُرسي (الكُرسانية) ، فهي تشمل أشخاصاً ، من سائر الديانات ، المذكورة ، آنفاً ، ومن غيرها !
ديانة الكرسي(الكُرسانية) ، ديانة مميّزة ، خاصّة بأصناف معيّنة من البشر، تشمل عبيد الكرسي، حيثما كانوا ، وكيفما كانوا ، ومن أيّة ملّة كانوا !
عبادة الكرسي ، اليوم ، في كثير من مناطق العالم ، هي أقوى العبادات ، في نفوس أصحابها! وديانة الكرسي ، في عقولهم وقلوبهم ، هي أهمّ الديانات !
وعبادة الكرسي لاتعني ، بالضرورة ، التوجّه بالطاعات وأعمال الخير، إلى الكرسي ، ذاته ، بل تعني تعلّق القلب به ، والتضحية بسائر القيم والأخلاق ، في سبيله !
وفي الحديث الشريف :
عنعديّ بن حاتم رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي عنقي صليب من ذهب ، قال فسمعته يقول : { اتّخذوا أحبارَهم ورهبانهَم أرباباً من دون الله } قال ، قلت : يا رسول الله ، إنهم لم يكونوا يعبدونهم ! قال : أجل ، ولكن يحُلّون لهم ما حرم الله ، فيستحلّونه، ويحرّمون عليهم ما أحلّ الله فيحرمونه ، فتلك عبادتهم لهم .
وكذلك عبادة مَن يُمنحون الكراسي ، لمانحيهم !
لكن عبادة الكرسي ملتبسة ، تحتاج ، باستمرار، إلى تسويغات وفتاوى ، سياسية : لدى الساسة غير المتدينين .. ودينية ، إضافة إلى السياسية ، لدى هؤلاء المتدينين !
عبيد الكرسي ، الكبار والصغار، يدورون حوله ، حيث دار!
لعبيد الكراسي الكبيرة ، مسوّغاتهم وفتاواهم ومفتوهم ، بما يناسب الكرسي الكبير، وحجمه ونوعه!
ولعبيد الكراسي الصغيرة ، مسوّغاتهم وفتاواهم ومفتوهم ، بما يناسب الكرسي الصغير، ونوعه وحجمه !
نماذج سياسية ، لتسويغات الساسة ، غير المتدينين :
خداع الناس : فغير المتدينين ليسوا مضطرّين ، إلى مخادعة أنفسهم؛ لأنهم ليسوا متمسّكين بأخلاق إسلامية ، أو يحبّون أن يظهروا ، بمظهر المتمسّك بهذه الأخلاق !
همّهم هو، المصلحة السياسية : الفردية والعامّة ، وحساباتها المتعلّقة بالكرسي ، والمحيطة به ، والدائرة في فلكه !
نماذج دينية ، لتسويغات الساسة ، المحسوبين على الإسلام ، خداعُ النفس ، ثمّ خداع الناس :
المصلحة العامّة - دون الفردية ؛ لأنها محرجة ، مُخجلة لأصحابها ، على ضوء الأخلاق الإسلامية ! فهم يُلبسون المصالح الخاصّة ، لبوس المصلحة العامّة -، وحساباتها المتعلّقة بالكرسي ، والمحيطة به ، والدائرة في فلكه :
فبعض الساسة الإسلاميين – ولن نجازف بالقول ، هنا : إنهم قلّة أو كثرة - يمارسون الخداع ، كما يمارسه غير المتدينين ! لكنّ الإسلامييين مضطرّون ، إلى مخادعة أنفسهم ، أوّلاً ، قبل الآخرين ؛ حين يُضطرّون ، إلى إلباس المصلحة الشخصية ، لبوس المصلحة العامّة ، في تغيير بوصلتهم ، من اتّجاه زيد ، إلى اتّجاه عمرو؛ وإلاّ سقطوا ، خُلقياً ، في نظر الإسلاميين ، عامّة ، وهذا سقوط بشع ، جدّاً ، لدى الإسلاميين، يُخرج مَن يقع فيه ، من الدائرة الإسلامية ، التي تشمل الاحترام والتقدير والثقة .. إلى دائرة مختلفة ، تماماً ، يتحاشى الوقوع فيها ، كلّ من لديه حسّ إسلامي ، أو طموح ، إلى أن يكون زعيماً مسلماً محترماً !
وسوم: العدد 846