الإسلام رحمةٌ للناس : علاجٌ للسوء فيهم ، لا عدوّ لهم ! فهل بعضُ حَمَلته خَوَنةٌ له؟
الخيانة أنواع : بعضها مقصود ، يتمّ بنيّة سيّئة .. وبعضها غير مقصود ، يمارسه صاحبه ، بنيّة حسنة ؛ بل ربّما أراد به الخير، لكن تمنعه ، من معرفة الخير والشرّ، عوامل شتّى ، منها: الجهل ، والحماقة ، وغير ذلك ! فتؤدّي أعماله ، إلى نتائج ، لاتختلف ، عن نتائج الخيانة المقصودة ؛ بل قد تكون أشدّ ضرراً منها ، في بعض الأحيان! وقد يسمّي عمله ، بعد معرفة نتائجه ، خطأ ، بل قد يسميه ، اجتهاداً ! وقد حذّر رسول الله ، من أصناف معيّنة ، من المحسوبين على الأمّة الإسلامية ، منهم : الرؤوس الجُهّال ، الذين يَضلّون ويُضلّون .. ومنهم : مَن يبيع دينه ، بدنيا غيره .. ومنهم : مَن يَخرج ، على الأمّة ، يَضرب برّها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها.. ومنهم: مَن يَمرق من الدين ، كما يَمرق السهم ، من الرميّة.. وغير هؤلاء وأولئك!
المسيئون للإسلام ، من المحسوبين عليه ، وهم أصناف عدّة ، منهم الذين يحملون اسم مسلمين ؛ مجرّد الاسم ، وهم يمارسون العادات السيّئة ، كلّها :
يَقترفون المنكرات ، كلّها ، من كذب وسرقة ، وغشّ وخداع .. ولا يتورّعون عن عملٍ سيّء ، يلوّث سمعتهم ، كما يسيء ، في نظر الناس ، إلى الدين الذي يعتنقونه !
وهم ، يؤذون الناس ، بالقول: سخريةً وغيبةً ، وهزءاً وشتيمةً ، واتّهاماً بالباطل.. وبالفعل: اعتداء على الأنفس ، والأعراض والأموال ..!
وهم ، يخالفون قوانين الدول ، التي يقيمون فيها ، من دول الشرق والغرب : عدواناً على الناس فيها ، بالأقوال والأفعال .. وعدوانا على الممتلكات العامّة والخاصّة ؛ فيشوّهون سمعة الدين، الذي يحملون اسمه ، في نظر أبناء تلك الدول !
المحسوبون على الدعاة ، ويحملون اسم (دعاة) ، وهم أنواع :
دعاة : يحملون أمراض القلوب ، كلّها ، من حقد وحسد وكِبْر، وازدراء للآخرين ..!
دعاة: يكفّرون الناس ، عامّة ، مَن كان من أبناء ملّتهم ، ومَن كان من أبناء الملل المخالفة لملّتهم !
دعاة يكفّرون المسلمين ، عامّة ، باستثناء الذين يتبنّون طريقتهم ، في فهم الإسلام !
دعاة: يكفّرون مَن يخالفهم ، في طرائق تطبيق السنن الإسلامية ، فيمزّقون صفّ المسلمين، وينسفون الوحدة الإسلامية ، الواجبة ، حرصاً على فرض رأيهم ، في نافلة !
دعاة : يبيحون لأنفسهم ، أموال الناس ، الذين يعيشون في بلادهم ، من النصارى وغيرهم، بحجّة أن أموالهم غنائم للمسلمين .. أو أن أموالهم جُمعت ، من طرق ليست حلالاً !
دعاة : يبيحون قتل المخالفين ، في العقيدة ، من أهل الكتاب والوثنيين ، ولو كانوا مسالمين ؛ بل حتى لوكان الدعاة ، يعيشون في كنفهم ، ويتقاضون أموالاً ، من مؤسّساتهم الخيرية ، أو من أموال الضمان الاجتماعي ، التي تصرفها حكوماتهم ، لهؤلاء الدعاة !
وقد يكون بعض الدعاة ، المذكورين ، أعلاه ، مخلصين في اعتقاداتهم ؛ بل ربّما كان بعضهم، يملك اعتقاداً قويّاً ، فيما يعتنقه من أفكار، وفيما يقول ويفعل ، انطلاقاً من أفكاره الخاصّة ؛ بَيدَ أن هؤلاء ، غاب عن أذهانهم : أن صحّة الاعتقاد ، أهمّ من قوّته ، وأهمّ من الحماسة ، للعمل به ؛ فالاعتقاد الفاسد ، لا يؤدّي إلى خير، ألبتّة ، بل هو ضارّ، في الحالات كلّها ! بينما الاعتقاد الضعيف ، وإن لم يدفع صاحبه ، إلى التضحية في سبيله ، فإنه لايدفعه ، إلى ارتكاب الجرائم الجسيمة ، باسم الدين ، والإساءة إلى الدين ، تحت شعار الدفاع عنه !
بعضُ الفقهاء والمفتين ، في دواوين الحكّام :
الذين يفصّلون الفتاوى والآراء الشرعية ، للحكّام ، حسب طلب الحكّام !
الذين يلوون أعناق النصوص الإسلامية، لتناسب مواقف الحكّام ، وتصرّفاتهم ، وسياساتهم .. ولو كانت مخالفة ، لأبسط أحكام الإسلام ، ومبادئه ، وتعاليمه ..!
وسوم: العدد 846