من ثمار المحن ، وثمار المواقف منها !

من ثمار المحن : الجزع ، والتلاوم ، والاتهام ، والتبصّر، والتسامي ، والحزم ، والتوكّل .. وكلّ يَتلقى المحنة ، بمايناسب طبيعته، وخُلقه ، وعقله !

وبعض ثمار المحن سلبي ، وبعضها إيجابي !

بعض الثمار السلبية للمحن :

الجزع : جزع الناس ، في المحن التي تحلّ بهم ، أمرمألوف ، وظاهرة معتادة ؛ فقلّما يتلقّى الناس المحنة ، بشكل طبيعي ، دون جزع ينتابهم إزاءها ! لكنّ الجزع يتفاوت ، عند الناس ، بتفاوت مداركهم وطباعهم وأخلاقهم .. فمنهم مَن يشتدّ جزعه ، حتى يهلكه ، أو يقترب به من الهلاك .. ومنهم مَن يضعف الجزع لديه ، إلى حدّ كبير! وقد قال ربّنا ، عزّ وجلّ : (إن الإنسانَ خُلق هَلوعاً * إذا مسّه الشرّجَزوعاً * وإذا مسّه الخيرُمَنوعاً * إلاّ المصلّين..). وهناك صفات عدّة ، بعد آية (إلاّ المصلّين) ، ذكرها القرآن الكريم ، تدرأ الجزع ، عن الناس !

التلاوُم : في المحن الجماعية ، التي تصيب الناس ، بسبب أفعالهم ، أو بسبب تقصيرهم ، عن أفعال معيّنة .. يكثر التلاوم ، وإلقاء التبعات على الآخرين ؛ كلٌّ يلقي تبعة المحنة ، على غيره ، ممّن هم شركاء له ، في المحنة ! وقد ذكر القرآن الكريم ، محنة أهل الجنّة ، الذين قرّروا حرمان المساكين ، من ثمارها ، فأتلفها الله ، وصاروا يتبادلون اللوم ، فيما بينهم ! (فأقبل بعضُهم على بعضٍ يتلاوَمون) ! وكذلك الأمور، في الأعمال المشتركة ، التي تنجم عنها مصائب ، أو كوارث ، أو محن .. تصيب شعباً ، أو حزباً ، أو قبيلة ، أو تجمّعا بشرياً ، من نوع ما ! 

الاتّهام : أمّا الاتّهام ، فهو قرين التلاوم ؛ بل إنّ الاتّهام ، هو مقدّمة التلاوم ! فكلٌّ من المصابين بالمحنة ، يلصق بغيره ، تهمة ما ، بفعل معيّن ، أو بتقصير معيّن ، عن فعل ما! والتهم تختلف ، باختلاف المتّهِمين والمتّهَمين ، وإسهام كلّ منهم ، في الأعمال ، التي أدّت ، إلى وقوع المحنة ، وقد يصل الأمر، ببعض الأشخاص ، إلى أن يتّهم غيره ، بالخيانة !

بعض الثمار الإيجابية للمحن :   

التبصّر: يقول المثل : رُبَّ مصيبة ، أقوى من ألف نصيحة ! فالمصيبة تدفع العاقل ، دفعاً ، إلى التفكير المتأنّي المتبصّر، الذي يبحث عن الأسباب ، التي أدّت إلى المصيبة ، ويدرسها بعمق، لاستخلاص نتائج ، تفيده في حياته ، عامّة ، وفي الحالات ، التي تماثل الحالة ، التي وقعت فيها المصيبة ، خاصة !

التسامي: بعض الناس يصبر، على وقع المصيبة ، أو المحنة ، ثمّ يتسامى فوقها ، متسلّحاً، بأخلاق نبيلة ، وقيَم سامية !  

الحزم : بعض الناس تدفعه المحنة ، إلى نوع من الحزم ، في التعامل ، مع الأحداث المشابهة، للحدث الذي سبّب المحنة ؛ سواء أجاء الحزم ، بالسلب أم بالإيجاب ؛ بالإصرار على فعل ما ، أو الإصرار ، على رفض أمر ما !

التوكّل : أمّا التوكّل ، فهو خاصّ بالمؤمنين ، الذين يربطون الأمور وأسبابها ، بمشيئة الله ، سبحانه ! ويكون التوكّل ، لدى العقلاء ، مرتبطاً بما يقتضيه الأمر، من : الحذر، والحزم، والحرص على الإفادة ، من التجارب !

ثمار المواقف من المحن : تختلف ثمارالمواقف ، باختلاف أصحابها ، من حيث : الطباع والأخلاق .. ومن حيث : قوّة الإيمان وضعفه .. ومن حيث : قوّة المدارك العقلية ، وضعفها ..! بَيدَ أن ثمّة قواسم مشتركة ، هي : أن المواقف الإيجابية ، تؤتي ثماراً إيجابية ، والمواقف السلبية ، تؤتي ثماراً سلبية !

وسوم: العدد 847