من البيت الأبيض إلى تل أبيض
تم تقسيم المجتمع السوري إلى ثلاثة أقسام رئيسية
القسم الأول تحت الوصاية الروسية و المتمثل بالنظام و طائفته و من والاه
القسم الثاني و هم "الأكراد" إذا صحت التسمية و كانوا تحت الوصاية الأمريكية
القسم الثالث و هم الحاضنة الشعبية للثورة السورية و المتمثلة بعامة الشعب السوري و الذي غالبيته من العرب السنة و كانت تحت الوصاية التركية
دخلت القوات الروسية و سحقت بكل ما أوتيت من قوة الحاضنة الشعبية للثورة، و لم يتدخل لا الطرف الأمريكي و لا الطرف التركي لوقف تلك المجازر بحق الأبرياء العزل.
دخلت القوات الأمريكية و بحجة داعش سحقت مناطق الرقة و ديرالزور و المحسوبون على الثورة أيضاً و لم يتدخل لا الطرف الروسي و لا الطرف التركي.
لكن عندما دخلت تركيا و أرادت أن تكسب عدة نقاط على حساب الطرف الكردي قامت الدنيا و لم تقعد .
و بعد الإتفاقين الأمريكي التركي و الروسي التركي خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليلقي مؤتمراً صحفياً، يعلن فيه عن بهجته و سروره في الإنتصار العظيم الذي حققه للشعب السوري، و الذي من خلاله تم حقن دماء الأبرياء من السوريين و قد كرر هذه العبارة متفاخراً و لأكثر من مرة في مؤتمره المقتضب، و في ذات الوقت عبر عن إنسانية أمريكا المفرطة، في هذا الشان.
الغريب في الأمر أنه في تلك الدقائق المعدودة، لم يتجاهل نظام الأسد و جرائمه، حفظاً لماء الوجه، لكنه أشار إليه و قال أن نظام الاسد إرتكب مجازر بالسلاح الكيماوي بحق الشعب السوري .
و قال ترامب بأنه كان أكثر صدقاً من سلفه أوباما و الذي هدد نظام الأسد بدون أي فعل،و لم ينفذ، بينما هو "الرجل القبضاي" و قد ترجم تهديده إلى فعل حين ضرب النظام السوري بعدة صواريخ "كروز" كانت أشبه "بكرز" دخان أحرقه إنسان في لحظة غضب.
لماذا السيد ترامب اليوم أرسل نائبه و وزير خارجيته و بشكل عاجل جداً إلى تركيا و حقق نصراً إنسانياً بحقن دماء السوريين؟ كما يدعي، و لم يرسلهما إلى موسكو أو دمشق من قبل و المجازر بحق الأبرياء من السوريين على مدار الساعة و اليوم ، في حين أنه اكتفى بصفعة كف لم تزيد الأبله إلا أنه أضاف ضحكة ساخرة إلى أرشيفه المليء بها .
لا أدري هل هي سقطة سياسية أم وقاحة من الرئيس الأمريكي ؟.
أعتقد أنها ليست سقطة سياسية و إنما قمة الوقاحة، وهو الذي لم يتطرق إلى إدلب و لو بكلمة واحدة.
الحقيقة المرة أن الروس كانوا أكثر من أوفياء لنظام الاسد و لحاضنته و في كل يوم يحققون له نصراً إما عسكرياً او سياسياً .
الأمريكان في نهاية المطاف لم يتخلوا عن حليفهم الكردي كما روج البعض، و وضعوا كامل إمكانياتهم لوقف التحرك العسكري التركي، خلال ساعات قلائل.
في حين أن عموم أهالي سوريا و خاصة في الشمال المحرر، و الجميع بلا استثناء تخلى عنهم و تركوا خيامهم مشرعة للموت و للريح و للجوع و للبرد ووووو.....
و في الختام لا بد أن أنوه إلى أنه و حسب قانون النظام الدولي و نظام الأسد ، التحدث بالمسألة الطائفية و العرقية محرم، حتى ولو كان توصيفاً كما في مقالنا هذا ، لكن مسموح لك أن تمارسها بالبندقية و بالبرميل و بشتى أنواع الأسلحة حتى الفوسفورية منها لكي تتجلى صور الحقد بأبهى صورها أمامك و أمام العالم أجمع...
وسوم: العدد 848