الجانودية : زيتون بطعم الدم !؟

بلدة جميلة وادعة نكبها بشار سفاح الشام أكثر من مرة ، وفي هذه المرة بينما كان أهلها ومن حولها يعرضون أوائل مانضج من الزيتون في سوقها الصغير ، فاختلطت الدماء بما تناثر من صناديق الزيتون !؟ وكان مشهداً فظيعاً ، تعجز عن إحداث مثله أكبر العصابات المارقة في العالم !؟

وللجانودية الجميلة الذبيحة ذكريات في نفسي ، فقد جئتها في الشهر الأخير من عام ١٩٧٠م ، مدرساً للغة العربية في إعداديتها آنذاك ، فأمضيت فيها سنتين ، ثم آُ عدتُ إليها في عام ١٩٧٦ لأن الرفاق يمانعون في عودتي إلى جسر الشغور بعد انتهاء خدمتي العسكرية !؟ 

في إعداديتها التي أصبحت ثانوية تحمل اسم أحد شهداء البلدة في حرب الاستنزاف ، فقدت أربعة من إخواني درسوا فيها ومروا عليها ! فكان أولهم مدرس اللغة الانكليزية الشهيد النقيب جميل قسوم الذي أعدم مع كوكبة من الضباط بأمر من حافظ الإجرام ، والأخ طاهر مهان مدرس التربية الإسلامية ، الذي لاقى الأمرين في قوات السلطة بلبنان وسلمت جثته لأهله  بعد يومين من التحاقه بقطعته ، بحجة أنه مرض ، ولم يُسمح بفتح التابوت !؟ 

ومن شهداء المدرسين في ثانويتها الشهيد صالح أحمد الحسناوي الذي عُرضت جثته أمام بلدية جسر الشغور تشفياً وانتقاماً !؟ والشهيد الأستاذ أحمد بدوية الذي لاحقته السلطة الفاجرة ، وأصابته رصاصة ، ونزف قرب الحدود التركية ، ولم يجد مسعفاً، ودفن في تركيا !! 

سلام على الجانودية وشهدائها ، وسلام على شهداء الشام أينما كانوا !!

وسوم: العدد 848