الانتفاضة طريقنا لإسقاط منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة
يا أبناء شعبنا العراقي
يا شباب الثائر
يواصل أبناء شعبنا العراقي، إنتفاضته الباسلة ويعلن ثورته على منظومة 9 نيسان 2003 ، وبسابق إنذار، يذهب نحو قراره الأصعب والأسوأ وهو ولادة الثورات التي من شأنها أن تحسم خلاف الشعب مع العملية السياسية المخابراتية، كانت هذه الانتفاضة، أبرز مؤشر على استفحال سلسلة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية في العراق، عندما يصل الشعب لأسوأ مراحل الفقر سيكفر بكل شيء، عندما يجوع الشعب لن يخاف من رصاص سلطة دكتاتورية لطائفية تحكم بالحديد والنار، ولن يفكر بتبعات غضبه وثورته، بعد معاناة طويلة ومستمرة منذ ست عشرة سنة، كان القاسم المشترك لكل الحكومات المتعاقبة هو الوعود الكبيرة، في حين كان الفساد المالي والإداري والإقصاء والتهميش والظلم والجوع والبطالة ، هي الصفات الوحيدة القابلة للنمو والتكاثر، ومن يمارسونها يتمتعون بخيرات الوطن.
منذ مطلع الشهر تشرين الأول وجماهير شعبنا الباسلة “جيل الاحتلال” بدءاً من بغداد العاصمة الرشيد مروراً بكل المحافظات خرجت إلى الشوارع رافضة العملية السياسية المخابراتية، تتصاعد يوماً بعد آخر وتتسع دائرة الأوساط المشاركة فيها من طلاب المدارس والجامعات الذين يمثلون فئة الشباب التي تشكل 60 بالمئة من سكان العراق، والمحاميين ، للتخلص من منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة، التي لا تقدم إلا الاكاذيب والوعود غير القابلة للتنفيذ الجيل العراقي الجديد (جيل القرن الحادي والعشرون) هو جيل الحياة الجديدة أهدافه واضحة، هو إنقاذ العراق، شعباً ووطناً، وتحرير سيادته من الهيمنتين الأمريكية والإيرانية، وعودة العراق العربي الحر إلى أهله الحقيقيين، وصناعة قراره الوطني والمستقل بنفسه، هو جوهر الأهداف الانتفاضة، لذلك رأينا الفاعلين الأمريكي والإيراني قد أصابهما الذعر بعد أن شعروا بالخطورة الإستراتيجية التي تشكلها الانتفاضة الحالية على مخططاتهم.عصابة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة ،لم تجلب للشعب العراقي سوى القتل والدمار والتشريد، ونهب مدخرات الوطن، واستنزاف خيراته، بينما الشعب يعيش في فقر شديد، غير قادر على الإيفاء بمتطلبات الحياة الرئيسية، أصبح وطننا الحبيب ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، تقام بها القواعد العسكرية، تخزن بها أخطر أنواع الأسلحة (كيماوية وجرثومية، وأخرى تحمل اليوارنيوم المنضب- ظهر ذلك واضحاً وجلياً من خلال التشوهات التي إصابت الاجنة، وأمراض السرطان) أنهم عملاء وخونة وبكل معنى الكلمة، والخائن لا تهمه مصلحة وطنه وشعبه، لقد تعود هؤلاء العملاء والخونة والمرتزقة على طأطأة الرؤوس وتنفيذ أوامر إسيادهم بحرفية منقطعة النظير، هذه العصابة المجرمة جعلوا من العراق، الأسوء بين دول العالم ، اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وعلمياً وعسكرياً ، وكيف مسخت مؤسسات التعليم والفكر والاقتصاد والصحة والقانون والزراعة والصناعة والتجارة إلى خرائب تعبث بها غربان الجهل والرجعية، وكيف جعلوا من بلاد الرافدين ممراً سهلاً لعبور المخدرات والخمور والجنس، ناهيك إنتشار الأمية ، وتردي مستوى الأخلاق، والرشوه وانتشار التعصب المذهبي، وعدم تقديم الخدمات الأساسية في المجتمع متل النقل والماء والكهرباء وإرتفاع أجور السكن والمعالجة وغيرها من الأشياء الضرورية لحياة كريمة للعراقيين إضافة الى تقييد الحريات وتشديد القبضة الأمنية والميليشاوية على كل مواطن .حتى (المظلومية) الطائفية التي تعلّق بها الساسة من أحزاب الإسلام السياسي الشيعي،و(المظلومية) الكردية التي تعلّق بها العصابات الكردية منذ أيام المعارضة العميلة آنذاك وبداية الغزو وحتى اليوم، الذين ادعوا أنهم جاؤوا من أجل رفعها عن الطائفة والقومية، لم تعد حبل نجاة لهم.
يعلمنا التاريخ أن خدعة قد تنطلي على الشعوب لفترة إلا أنها لن تطول. وخدعة (المظلومية) والاصلاح، بعد مرور 16 عاماً من فقدان السيادة الوطنية وبؤس الحياة اليومية، والمشاريع الوهمية، لم تعد تنطلي على أحد مهما حاولت عصابة المجرمين - منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة تعليبها بشكل "جذاب"، تفتقر إلى المصداقية.
انتهى عصر أكاذيب المؤامرات والدسائس الخارجية التي يتحجج بها منظومة 9 نيسان 2003 العميلة والفاسدة، والذين راهنوا على القبضات الحديدية وأدوات القمع من شرطة وجيش والأحزاب وميليشياتها الإرهابية ، ان الشعب العراقي بكل أطيافة يطالب بإسقاط نظام المحاصصة الطائفية والعرقية في البلاد، شعارات الشباب العراقي الثائر واضحة المعالم وعلى راسها إسقاط كامل منظومة العمالة والفساد في العراق، وإعادة اللحمة الوطنية العراقية التي دمرتها منظومة 9 نيسان 2003 ، هو حال جميع الشعوب العربية تَّواق إلى العيش بكرامة والعدالة داخل دولة وطنية تحترم حقوق ومواطنيها ولا تخضع لقوانين وإستغلال الفساد والدكتاتورية الطائفية والعرقية .
منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة فتحت الباب واسعاً أمام سعي زعماء الكتل الشيعية والسنية والكردية ودكان زمرة رائد فهمي العميلة الفاسدة لنهب ثروات العراق ، فالسرقات باتت بعشرات المليارات ، حيث أصبح العراق يحتل المرتبة الأولى في الفساد في العالم.
الانتفاضة الحالية في العراق التي تجاوز العدد الرسمي المعلن عن 223 شهيداً وما يقرب من 15000 جريح ومعوق وآلاف المعتقلين، أنها مظاهرات وطنية عابرة للطوائف، من خلال شعاراتها المنددة بالفساد غير المسبوق في تاريخ العراق ، الفساد الناجم عن نظام المحاصصة الطائفية والعرقية الذي سبق وأن أرساه الحاكم الإستعماري الأمريكي بول بريمر ، وفق الدستور الذي صاغة الصهيوني اليهودي نوح فيلدمان .
إن المجازر التي ارتكبتها منظومة 9 نيسان 2003 العميلة والفاسدة والأحزاب المنضوية تحتها وتدعمها، لا تقل قسوة عن حملات الإبادة التاريخية بحق الشعوب المستعمرة.
الحزب الشيوعي العراقي- الاتجاه الوطني الديمقراطي يواصل نضاله في التصدي لمنظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة وليدة الاحتلال الأنكلو أمريكي إيراني منذ 2003 كما تصدى حزبنا لهم في أيام "المعارضة العراقية" العميلة آنذاك عام 1983 وبعده رفع شعار إسقاطها بالثورة الشعبية الكبرى، ولعب دكان زمرة عزيز محمد وخليفته حميد وخليفته رائد فهمي العميلة الفاسدة دوراً تخريباً وقذراً في التهوين من دور الإرادة الشعب وروجت للخطاب المعادي لتطلعات شعبنا العراقي ، بل وكرست إمكانياتها لتمرير سياسة الغزاة الأمريكان وعملائهم ، وشنت الحملات المنظمة ضد الشيوعيين الوطنيين ، وهذا ما جرى بالمؤتمر الرابع للحزب بالتفريط بقواعد وكوادر وطنية بالطرد من الحزب والتشهير بهم ، حتى خوّنوا كل صوت وطني حريص على العراق، ونعتوه بشتى النعوت والأوصاف بسبب حبهم للحزب والمحافظة على وجه الوطني في قضيتين مهمة وهما مسألة الدفاع عن الوطن ومسألة رفع الحصار عن الشعب العراقي، وجندت جحوش التقاعد البريمري سواء من مرتزقة الداخل أو مرتزقة الساقطين الخارج في هذه الحملات القذرة.
كشف أبناء شعبنا العراقي حقيقة دكان زمرة (شيوعيو بريمر) العميلة الفاسدة تلك المقابلة التلفزيونية مع العميل رائد فهمي وتصريحاته بإن " الجمهور الذي نزل للشارع ويقوم بهذه التظاهرات هم من أبناء العشوائيات الذين تهدمت بيوتهم"، وتنسى هذا العميل الساقط بإن التظاهرات التي تشارك بها كل قطاعات الشعب ، بل يطالبون بإسقاط الحكومة والعملية السياسية المخابراتية الفاسدة الفاشلة برمتها؟
وأمّا بيان للمكتبه السياسي في 1-10-2019 و 2-10-2019 ورسالة من لتم (لجنة التنظيم المركزي) 28/9/2019 لا تمت بصلة لموقف الوطني بحجة عدم معرفة الجهة المنظمة لها والذي يطعن بمصداقية الإرادة الشعبية العراقية.
بعدما تأكد من انتصار الثورة، إستقالة العميلين رائد فهمي وهيفاء الأمين دكان زمرة (شيوعيو بريمر) العميلة الفاسدة من مجلس النهاب الطائفي والعرقي مناورة رخيصة مفضوحة مكشوفة حالها حال مناورات العميل المزدوج عادل عبد المهدي وبقية جلاوزته، من وقع عقود التخادم مع الغزاة وغطى على جرائم منظومة 9 نيسان2003 العميلة الفاسدة لمدة 16 عاماً وخان ساحة التحرير بعربة سائرون… وأعلن يوم 30-9-2019 رفضه المشاركة في إنتفاضة 1-10-2019 بعد ثلاثة أيام على الأنتفاضة الشبابية المشكك بأهدافها ومن ورائها.
أما أستعرضات ساحة التحرير ودكان زمرة شيوعيو بريمر العميلين (جاسم الحلفي وأحمد عبد الحسين ) قبل سنوات سبع فكانت مفبركة معزولة لا عمق شعبي لها ولا مصداقية كون دكان زمرة شيوعيو بريمر شاركوا المحتل بعميلة تفكيك العراق من خلال المساهمة بمجلس الحكم تحت قيادة وتوجية الحاكم الأمريكي بريمر ، وما جرى بعد ذلك ما هو إلا إبراز عضلات أنتهى بالوقوع بأحضان تيار الصدر الطائفي .
إنه انتصار الخيار الوطني والطبقي للحزب الشيوعي العراقي – الاتجاه الوطني الديمقراطي المعلن منذ 1983… وسقوط خيار خونة المبادئ جماعة " التحرير الأمريكي الذي سيجعل من العراق يابان وألمانيا الشرق الأوسط ...وزمن الثورات قد انتهى ..ولا طريق لتحقيق الأهداف سوى طريق إصلاح منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة".
وسجل مشاركة حزبنا الشيوعي العراقي في توسيع وتحويل الانتفاضة إلى ثورة شعبية كبرى تكون طريقاً لإسقاط منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة لانتزاع حقوق شعبنا وضمان حريته وسيادة وطننا.
أيها المنتفضون على أمتداد مساحة الوطن، يا من توحِدّوه في الساحات والشارع على عشق الكرامة والحرية والتضحية.
وأنتم تصنعون للعراق مجداً عظيماً، وفجراً جديداً، يليق به وبشعبه ويكون على مستوى تضحياتكم وآمالكم وطموحاتكم.
وها أنتم اليوم تتقدمون نحو تحرير العراق من الطائفية المذهبية والعرقية وتحرير المال العام المنهوب الذي سطا عليه منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة، أحكمت سيطرتها على البلاد والعباد منذ 16 عام، امضوا قدماً لإقامة دولة وطنية ديمقراطية حقيقية من خارج منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة .
أمضوا قدماً لإسقاط هذه العملية السياسية المخابراتية التي أوصلت البلاد إلى الإنهيار المالي والنقدي، عبر حكوماتها ومجالسها النيابية المتعاقبة:
أولاً: راهنت على ورقتها أمريكا وإيران المسماة إصلاحية فرفضها الشارع منذ البداية
ثانياً: يراهنون على إستخدام القمع والترهيب والتهديد وإستخدام القوة ضد المتظاهرين الرافضين للعملية السياسية المخابراتية، عبر الجيش والقوى الأمنية وميلشياتها الإرهابية وبمساندة الحرس الثوري الإيراني
ثالثاً: يراهنون على المرجعية النجف والثعلب الماكر "مقتدى الصدر"، ودكان زمرة (شيوعيو بريمر) لا تسمحوا لاتباعهم الحمقى بحرف التظاهرات عن مطالبها الرئيسية الحقيقية بأساليب مختلفة، بينما الحقيقة أن الانتفاضة هي الأمل الباقي للعراقيين للخروج من أتون النظام الطائفي العرقي . أحذروا يا شباب الأنتفاضة.
رابعاً: يراهنون على ضرب الانتفاضة بحجة أن ورائها "مؤامرة" أميركية وإسرائيلية على العراق.الواقع والحقيقة أن هناك مؤامرة إيرانية على العراق تولت أمريكا تنفيذها في العام 2003. لم يعد سراً ان إيران كانت الشريك الفعلي في الحرب الأميركية على العراق التي استهدفت إسقاط العراق ودولته الوطنية وما آل إليه العراق وشعبه من الدمار.
أمّا بالنسبة إلى الرفيقات والرفاق، ونحن على أبواب الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب فإننا نتوجه إليهم بالتحية ونقول لهم: أردنا في هذه الذكرى أن تحتفلوا في قلب الانتفاضة مع جماهير شعبكم. هكذا كنتم وهكذا سيبقى حزبكم، حاملاً راياته الحمراء المضرجة بدماء الشهداء، ويكون ذلك الشكل الأمثل للاحتفال بالعيد، وها هي تثمر انتفاضة شعبية لم يسبق بأن شهد العراق مثيلاً لها من قبل .
استمروا واهتفوا لإسقاط منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة ونظامها السياسي الطائفي والعرقي، إلى تصعيد هذه الانتفاضة والإرتقاء بها والمساهمة بتنظيمها كي تكون مشروعاً ثورياً لغد أفضل، لبناء دولة وطنية ديمقراطية حقيقية يؤمن بالتداول السلطة سلمياً.
الطريق طويل أيتها الرفيقات والرفاق، لقد امتلكتم الشارع وأسقطتم منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة بشكل رمزي، لكن الطريق لا يزال شائكاً، الأفق هو أن نثق -مهما حصل- بأن طريق الشعب يقود إلى الحرية.
الشعب يتكلم وعلى الأحزاب الوطنية المناهضة لعملية السياسية المخابراتية الإرتقاء إلى مستوى هذا الشعب المضحي والمقاوم بشبابه وبناته وعليهم أن يثبتوا لأهلهم قبل الغريب بأن أرواحهم لا مساومة عليها وفوق كل المصالح وإلا فلن ينوبهم إلا لعنات الأجيال القادمة.
الحزب الشيوعي العراقي- الاتجاه الوطني الديمقراطي
بغداد - 28-10-2019
وسوم: العدد 848