قراءة القرآن بلغة الديَكَة .. وفهمُ الدين بعقول الشياطين !

قراءة القرآن بلغة الديَكة :

كان بعض المُجّان ، يسمَرون ويسكرون ، في أحد البساتين ، فخطرعلى بال أحدهم ، أن يتذاكى ويتماجن ، فقال لصحبه : جاءت في القرآن آية ، تقول : (قُوا أنفسَكم وأهليكم ناراً ..) وفيها خطاب للجماعة ، فكيف يقال ، إذا كان المخاطب بها واحداً؟  فقالوا ، يقال له : ( قِ ) ! فسألهم: وكيف يقال ، إذا خوطب فيها الاثنان ؟ فقالوا ، يقال : ( قِيا ) ! فقال : حسناً ، ردّدوا الخطاب، من واحد ، إلى اثنين ، إلى الجماعة ! فقالو : (قِ ، قيا ، قُوا) ! فطلب منهم ، أن يكرّروها بسرعة ، فطفقوا يقولون:( ق ، قيا ، قوا.. ق ، قيا ، قوا..) ، يقولونها بسرعة ، ويكثرون منها ! ثمّ طلب منهم ، أن ينطلقوا من الجمع ، إلى المفرد ، فطفقوا يقولون: ( قوا، قيا، قِ .. قوا، قيا، ق ) ! وسمعهم حارس البستان ، فركض إلى الوالي ، وقال له لاهثاً : ياسيّدي الوالي ، إنّ في بستان فلان ، قوماً من الزنادقة ، يقرؤون القرآن ، بلغة الديَكَة !

فهمُ الدين بعقول الشياطين :

منذ القرن الأوّل للهجرة ، وما يليه ، بدأت العقول الشيطانية العابثة ، تمارس عبثها ، بإظهار فهوم خاصّة شاذّة ، لبعض نصوص القرآن الكريم ، وبعض مبادئ الإسلام وأحكامه ، فظهرت جماعات شتّى ، منها :

الجماعة التي تغالي ، في تمجيد عليّ بن أبي طالب ، وتصل به إلى درجة الألوهية ، وقائدُ هذه الجماعة ، ومؤسّسها ، هو: اليهودي ، عبدالله بن سبأ ، الملقّب بابن السوداء ! وتطوّرَ مذهب الجماعة ، وانبثقت عنه جماعات شتّى ، شديدة الانحراف عن الإسلام ! وما يزال بعضها قائماً ، إلى اليوم !

ثمّ ظهرت فرقة المعتزلة ، فشكّلت مذهباً جديداً ، هو مذهب الاعتزال ! ومن أهم الأفكار، التي تبنّاها ، أتباعُ هذا المذهب : القول بخلق القرآن ، الذي فتنوا به الأمّة ، ردحاً من الزمن ، ثمّ انتهت فتنتهم ، ولم تنته أفكارهم ، المبثوثة في الكثير من كتبهم !

وفي العصر الحديث : ظهرت صَرعات جديدة ، منها قديم أعيد إحياؤه ، وهو إنكارُ حُجّية السنّة ، ويُسمي منكرو السنّة أنفسَهم : (قرآنيين) ! والهدفُ من إنكار السنّة ، هو هدم الإسلام؛ لأن أكثر شعائره وأحكامه، كالعبادات، والكثير من المعاملات ، إنّما تفصّلها وتوضحها السنّة !

ومن الصرعات الحديثة ، التي نشرها بعض المتغرّبين ، في الأمّة : تسمية الأشياء ، بغير أسمائها ، التي عرفتها الأمّة ، مثل : تسمية الخمور، مشروبات روحية .. وتسمية الزنا بالتراضي ، حرّية شخصية .. وغير ذلك من المنكرات ، التي أبدعتها عقول الشياطين ، المحسوبين على أمّتنا ، متأثّرين فيها ، بشياطين الغرب ، الذين ضربوا عُرض الحائط ، بكلّ قيمة من القيم الدينية !        

ومن الصرعات الحديثة ، للفهوم الشيطانية المنحرفة : صرعة المساواة ، في الميراث ، بين الرجل والمرأة ! وهذه الصرعة ، تبنّاها بعض المتأثّرين ، بحضارة الغرب وقوانينه ، وطفقوا يُلحّون ، على تعديل قانون الميراث ، في بعض الدول المسلمة !

ومن الصرعات الحديثة ، التي أنتجتها عقول الشياطين ، في العصر الراهن : جواز إمامة المرأة للرجال ! وقد مارسها بعضهم ، في بعض الدول الغربية !

وسوم: العدد 850