بين النفاق والجمر
د. بلال كمال رشيد
للمنافق آياتٌ ثلاث: إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا أؤتمن خان ، كما علمنا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وقد تجسدت كلُّها في بعض الشخوص والرموز السياسية والدينية في مصر كما تحقق في المقابل قول الصادق الأمين : "يأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر" .
في الجهة الأولى سمعنا الكثيرين ممن ملكوا وسائل الإعلام وأمكنوا فئتهم من التحدث ليل نهار كذباً وزوراً وبهتاناً ، تكذيباً لحقائق ، وتأليفاً لوقائع ، ونشراً لإشاعات ، وسارت كلُّ هذه الأكاذيب وما زالت تسير بتكرارٍعجيب حتى يُصدقها المؤلفُ الكاذبُ ويؤمن بها المتلقي البسيط ، وتصبح فيروساً سرعان ما ينتقل بالعدوى وتُسمم الفضاء والقضاء والرأي العام .
وكم سمعنا منهم من شعارات رنانة تهفو لها كلُّ نفسٍ حرةٍ شريفةٍ نزيهةٍ ، تنجذب إليها القلوب ، وترنو إليها العيون ، فتأتي الأيام لتكشفه سراباً وهواء وهباء !!!
وأين هي الأمانات ؟ أمانة الأمانة في كل الوظائف والمهن ؟ أمانة الإعلام والتعليم ؟ ، أمانة الجيش والشرطة والقضاء ؟ أمانة الإمامة والوعظ والإرشاد؟ أمانة الرسائل السماوية ؟ أمانة الوطن والمواطن ؟
أمانة الإنسان ؟ !!
كيف تنقلب الحقائق فيصدق الكاذب ويُكذب الصادق ؟؟
أيُّ كذبٍ ونفاقٍ أكبر من أن تُسمي المسالمَ إرهابياً ؟ وتُحمله ما لم يحمل وما لا يحتمل من أكاذيب وتُهَمٍ ؟وأيُّ خيانة أكبر من أن تُصوب بندقية الشرطة والجيش نحو مواطن؟!
وأيُّ نفاقٍ وبهتان أكبر من أن يتكلم رجل الدين بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ليُفَسِر ويَسْفرعما جرت بهما الأهواء والرياح؟!!
ألم يبلغ النفاق مبلغه عندما ترجل أحدهم مِنبراً ليُبشر بأن عصر مصرالآن عصر رُسلٍ وأنبياء ؟؟!
كلا وألف كلا ، هذا هو عصر الفتنة والدجل والنفاق ، لقد انتهى عصر الرسل والأنبياء ، وبقي الشياطين والفراعنة يتكاثرون ويتناسلون، يعيثون فساداً وإفساداً ، حتى فسد بعض أهل العلم الإعلام والدين ، وغدا توجيهم ضلالاً ، وهذا العصر هو نفسه عصر الأنقياء الأتقياء الذين يتمسكون بدينهم لا يبيعون ولا يُباعون ولا يُعابون، صادقون ولا يخافون في الحق لومة لائم، قد تضيق بهم الأرضُ، قد تضيق بهم الحياةُ ، يُظلمون ولا يَظلمون، لذا يقبضون على دينهم جمراً ويستبشرون بنصر الله ولو بعد حين.