الثورة السورية تنعى إلى الدنيا موت الضمير العالمي .!!!
الثورة السورية
تنعى إلى الدنيا موت الضمير العالمي .!!!
د. فوّاز القاسم / سوريا
منذ ثلاث سنوات ، هي عمر ثورتنا السورية المباركة ، وطاحونة الموت والدمار النصيريّة تدور رحاها على الشعب العربي السوري المجاهد ، فتعصر من دمائه الطاهرة ، وتنثر من أشلائه المعطّرة بأريج التضحية والشهادة ، في واحدة من أبشع مجازر هذا العصر ، والضمير العربي والعالمي ، وبالأخص الروسي والأمريكي والأوربي ، ومعه مؤسسات الأمم المتحدة ، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان ، وحتى الحيوان ، يعيشون في غيبوبة الموت ، بل إنهم قد ماتوا فعلاً ، ودفنوا تحت أنقاض المباني السورية المهدّمة ، التي خلّفتها براميل الموت الأسدية، وقذائف الدبابات والصواريخ الروسيّة ، والقنابل العنقودية والفراغيّة الإيرانيّة ...!!
وتستمر المأساة ، ويكبر الجرح ، وتتعاظم المصيبة ، وتتزايد قوافل الشهداء ، وتضيق المقابر الجماعية والفردية ، وتغصّ المستشفيات ، وتكلُّ سيارات الإسعاف ، وتتسع بحيرة الدم القاني النازف من خاصرة الشام الجريحة ..
ويهدد بشار المعتوه ، وزبانيته المجرمون باستخدام أقصى ما لديهم من أساليب القتل والتدمير لمحاربة ( التطرف الإسلامي ) و ( العصابات المسلحّة ).!!!
ويستمر العجز العربي والإسلامي ، ويطول الصمت العالمي ، إلا من بعض الجهات الضعيفة التي لا تكاد تسمع نفسها .!!! وفي زحمة هذا الجو المكفهرّ الرهيب ، الذي يختلط فيه لون دم الشهداء القاني ، مع رائحة أجسادهم المشوية ، والمطعّمة بنكهة احتراق البارود ..!!!
وفي ظل موت الضمير العالمي ، وتفسّخ القيم الغربية ، وتعفن أقبية ومواخير الأمم المتحدة ، تطل علينا بعض الأصوات المبحوحة ، وتطالعنا بعض المقالات القميئة ، التي تصف جهاد شعبنا السوري البطل ( بالعنف والتطرّف ).!!!
وتطلق على استشهاد أبنائنا البررة ( بالانتحار ) …!!!
وتتناقل وكالات الأنباء بعض التصريحات المنافقة للأمين العام للأمم المتحدة ، وبعض المسؤولين الدوليين ، التي تعبّر عن ( أسفها لاستخدام القوّة المفرطة ) .!!
ومطالبتها جميع الأطراف المعنية ( بضبط النفس ) و ( وقف العنف ) و ( الحوار في جنيف بشفافية ) .!!!
وكأن القضية هي مجرّد عنف مشترك ، وتطرّف متبادل .!!
لا مذبحة فظيعة مدبّرة ، وظلم فاضح ، وعدوان لئيم ، تديره عصابات صفوية حاقدة ، كانت قد أُشربت الكفر ، وأدمنت الغدر ، وتربّت على الإجرام ، وتعطّشت للدماء منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمن .!!!
ترى … فهل هذه هي بالفعل ، حصيلة ما توصل إليه الغرب _ بعد جهود مضنية _ من مباديء وقيم وأخلاق ، في الحضارة والتمدّن وحقوق الإنسان .!؟
وهل هذه القماءة المنحطّة ، وتلك الدناءة الوضيعة ، وذلك الجبن الخائر ، والنفاق المفضوح ، والازدواجية المقيتة في المعايير ، هي كل ما خبأته لنا الصهيونية الحاقدة ، والامبريالية الظالمة ، في النظام الدولي الجديد ، وحضارة نهاية التاريخ.؟
هل يجوز أيتها المنظمات الدولية ، والمؤسسات الإنسانية ، وهيئآت الأمم المتحدة ، وأحزاب الخضر ، وجمعيات حقوق الإنسان ، وجمعيات القطط والكلاب .!!
أن يُذبح شعب بكامله ، ويُستباح وطن ، تحت سمع العالم وبصره ، وبأساليب من القسوة والوحشيّة ، تشيب لها الولدان ، و يهتزّ لها عرش الرحمن ، دون أن تجرؤ مؤسساتكم الخرساء ، ومنظّماتكم العمياء ، ذات الضمير الميّت ، على أن تقف موقفاً واحداً يردّ اعتداءً ، وينصف مظلوماً ، ويوقف برميلاً .!!!؟
بل دون أن تجرؤ حتى على أن تقول كلمة واحدة تسمي فيها الأشياء بمسمّياتها ، وتشخّص الظالمين الحاقدين المعتدين ، المستهترين بكل قيمة من قيم الأرض والسماء ، بدلاً من أن تلوكوا تلك الكلمات الجبانة والمنافقة ، التي باتت تثير فينا من مشاعر القرف والاشمئزاز ، أكثر مما تثيره براميل ( بشار ) وطائرات ( بوتين) .!؟
أما أنتم يا (شيوخ ) النفط ، ويا (عبيد ) الدولار ، ويا ( صنائع ) الإنكليز ، و يا
( أزلام ) الأمريكان ، و( خدّام ) اليهود ، من الحكام الخونة ، وعرّابي الانهزام والاستسلام ، فلكم حسابان : حساب شعبكم المنكوب بكم ، والذي ملأتم قلبه قيحاً بضعفكم وخيانتكم وتخاذلكم ، وتعرفون جيداً شعبكم إذا طفح كيله ، ونفذ صبره .!!! وحساب ربكم ، الذي خنتم أمانته ، وضيّعتم حقوقه …!!!
بسم الله الرحمن الرحيم (( وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم شديد )) صدق الله العظيم...