حول قمة كوالالمبور
انشغلت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة بأحداث قمّة كوالالمبور ونتائجها، قمة حملت عنوانًا رئيسًا وهو: (دور التنمية في تحقيق السيادة الوطنية) حيث شارك في هذه القمة (22) اثنان وعشرين دولة إسلامية؛ أربعة منها على مستوى الرئاسة…
وكان تراجع باكستان واندونيسيا عن الحضور على مستوى الرؤساء عاملاً مخيباً لآمال هذه القمة! وخاصّة أن هذا التراجع كان نتيجة الضغط من دولة تعتبر من بين أهم الدول الإسلامية، وهي:(المملكة العربية السعودية).
لقد طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أثناء هذه القمّة سؤالاً جوهرياً ويمكن أن يكون حلًا لكثير من المشاكل عند المسلمين في حال وجدنا له جوابا أو عملنا على تطبيقه، وهو: لماذا تخلّف المسلمون عن ركب الحضارة رغم أنهم يملكون أهمّ الموارد الطبيعية على مستوى العالم؟!!!
والإجابة عن هذا التساؤل عند حكام المسلمين الذين يعتبرون الوجه الآخر والقبيح للاستعمار التقليدي القديم. ولعل الدول الرئيسة المعنيّة بالجواب عن هذا السؤال هي: (إيران، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة)، فهؤلاء يتحمّلون النصيب الأكبر من تخلّف العالم الإسلامي -كما يرى الدكتور “ياسين أقطاي” في مقالته التي علّق فيها على القمّة- وذلك لما يملكونه من ثروات هائلة، وأموال طائلة كلها تُوجّه ضدّ إرادة الشعوب الإسلامية بدلاً من أن تُوجّه لصالحها أو أن تقف على الحياد على أقل تقدير!!!
فإذا ما أراد العالم الإسلامي الخروج من هذه الحالة (الغثائية) التي يعيشها اليوم؛ فإنه أولًا وقبل كلّ شيء عليه أن يعمل على إيقاف الدور (الإيراني، والسعودي، والإماراتي) دور الوكالة والعمالة … فتكفّ أيديهم عن التدخل في مصير الشعوب الإسلامية، التي باتت ترى في أنظمة هذه الدول تهديدًا كبيرًا لمستقبلها تهديدا لا تراه حتّى في دول الاستعمار القديم.
وعلى السعودية أن تلبس الثوب العربي والإسلامي، وبعدها ستجد كل الشعوب الإسلامية تسير وراءها، وستجعلها تلقائيا زعيمة لهذه الأمة الإسلامية سواء في منظّمة التعاون الإسلامي، أو في أيّ تجمّع آخر، دون أن تضطّر لدفع المليارات أو تستخدم الدبلوماسية الخفيّة لتوجيه باكستان أو اندونيسيا أو غيرهما للمشاركة هنا أو الامتناع هناك!!!
ويبقى السؤال الأبرز: هل ستدرك هذه القيادة الحالية للسعودية حجم المشكلة وهل ستحل هذه المعضلات؟ أم ستظلّ سادرة في سياستها الحالية التي ستفقدها مكانتها في العالم العربي والإسلامي!!
وسوم: العدد 856