المعلم المثقف بالمشروع الوطني للقراءة.. من تأمل منسق مدرسة وحدة سنبو، ونشاطه (1)

 (1)

نشر المشروع على موقعه فلسفته، فقال: (المشروع الوطنـي للقـراءة هـو مشروع ثقافـي تنافسـي مســتدام يهــدف إلــى توجيــه أطفــال مصــر وشــبابها لمواصـلة القـراءة الوظيفيـة الإبداعيــة الناقــدة التـــي تمكنهــم من تحصيل المعرفـة وتطبيقـها وإنـتاج الجديد منهـا وصـولا لمجتـمع يتــعلم ويفـكر ويـبتكر، وهـو مـا يتسق مع رؤيـة مصر 2030، ويتوافـق مع أجندة وزارات الـتربيـــة والتـعليــم والتـعليــم العـالــي والثـقافـــة.

ويرتكز هذا المشروع على أربعة أبعاد: منافسة في القراءة لطلبة المدارس، ومنافسة في القراءة لطلبة الجامعات، ومنافسة في القراءة خاصة بالمعلمين، ومنافسة خاصة بالمؤسسات المجتمعية.

ورسالته إحداث نهضـة فـي القـراءة عبـر جعلــها أولويـة لـدى فئــات المجتمـع؛ إذ تحـقق استـدامة معـرفية تجعل جمـهورية مصـر الـعربية متصدرة ثقـافيا بأطفالها وشبابها وسائـر مواطنيهـا.

وأهدافه الإستراتيجية هي: تنميـة الوعـي بأهميـة القـراءة لدى المجتمـع المصـري؛ لتحقيـق المشـهد الثقافـي المنشـود، وتمكـين الأجيال من مفاتيـح الابتكار عـبر الـقراءة الإبداعية النــاقدة المنتجــة للمعرفــة، وتعـزيز الـحس الوطني والشـعور بالانتمـاء عبـر دعـم القيم الوطنيـة والإنسانيـة، وإثراء البيـئة الثقافـية فـي المدارس والجامـعات بما يدعم الحوار البنـاء والتسـامح وقبول الآخر، وتشجيـع المشـاركات المجتمعية الداعمة للـقراءة، والعنايـة بكتـب الناشئـة عبر إثراء المكتـبات ورفــع جــودة المحتـوى والإخراج، وتقديـم مشــروع ثقافـي نموذجـي مستــدام قائــم علــى أسـس علميـة لتشجيـع مشـروعات مماثـلة).

لكن كلاما لوكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط في فاعلية انطلاق (المشروع الوطني للقراءة) بأسيوط كما جاء في صفحة (مديرية التربية والتعليم بأسيوط) على الرابط https://www.facebook.com/assiutedu/posts/28444614156  11742 - أضفى أملا بوجود مراحل أخرى للمشروع إن لم يكن كلامه مجرد ديباجة كلامية. ماذا قال؟ قال في تلك الفعالية في 2019/12/29م: "إن المشروع الوطنى للقراءة  هو عودة للكتاب المقروء الموثوق المعروف المصدر والمؤلف، بالإضافة إلى توفير الكتب للجميع بأزهد الأسعار، مما يتيح القراءة للجميع ...". فهل سيتيح المشروع كتبا كالمشروع القومي (مكتبة الأسرة .. القراءة للجميع)؟ أم هل سيتحول إلى ناشر؟ أم هل سيكون مكتبة كبيرة؟ أم هل يتحدث وكيل الوزارة عن رؤية خاصة بمديريته؟ لا أدري، لكنني أدري أن هذه أبعاد ينبغي أن تدرج في فلسفة المشروع.

وما يراه منسق المشروع الوطني للقراءة بمدرسة وحدة سنبو أن هذا المشروع تطوير لـ(المعلمون أولا).

كيف؟

بدأ المشروع التربوي القومي (المعلمون أولا) بمشاغل (ورش عمل تدريبية) لها محتوى وإجراءات، ثم ثني بـ(شبكات المدارس المحورية) بلا محتوى، ثم آل إلى مبادرات على الموقع يشترك فيها من يشترك. أما من لا يشترك فهو بعيد انحصر عمل النشط منهم على اجترار استراتيجيات التعلم النشط.

ولم يطل الزمن على من يريد الاستمرار بالحماسة ذاتها فجاء (المشروع الوطني للقراءة)؛ ليدفع المعلمين مرة أخرى إلى الإبداع والتطوير، وأراه استراتيجية عملية واقعية يومية لتطوير الأداء المهني للمعلم من خلال إيجاد الدافع لمحب القراءة الذي أدى تقدمه في العمر، أو أدت مسئوليات حياته، أو أدت أشياء أخرى- إلى انطفاء الجذوة داخله، وإلى ابتعاده عن التجدد المهني الفني والتربوي. وكذلك غير المحب للقراءة المدرك أهميتها أوجدت له دافعا قويا ليندفع من دون هوادة إلى التحصيل المهني التخصصي والتربوي لعله يحصل على جائزة من مجموعة الجوائز المتميزة.

وأرى أن يكون منسق (المعلمون أولا) ومجتمع الممارسة الأساس لبنة أساسية في العمل في هذا الصرح الشامخ حتى يشمل مجتمع الممارسة الموسع وكل معلمي المدرسة، وأن تنشط (المدارس المحورية) في ذلك حتى تكون طاقة نور لبقية المدارس التي هي بؤرتها.

(2)

وما يهم منسق المشروع بالمدارس هو البعد الخاص بالتلاميذ (التنافس المعرفي) والبعد الخاص بالمعلم (المعلم المثقف)؛ لذا سأورد بعد (المعلم المثقف) هنا، وسأرجئ الآخر إلى مقال آخر إن شاء الله تعالى!

أولا- التعريف

منافسة (المعلم المثقف) خاصة بالتنافس بين جميع معلمي الطلبة من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثالث الثانوي، وهو متعلق بالمعلم المحصن بالمهارات المهنية المؤمن بدور القراءة في بناء شخصية المعلم والطالب؛ إذ يعد نجاحه متطلبا أساسيا لاستدامة المشروع. وهذا البعد يعنى بتحديد المعلم المثقف على مستوى المعلمين المشاركين على وفق آليات ومعايير محددة.

ثانيا- الزمن

 تنطلق المنافسة رسميا في سبتمبر من كل عام، ويحتفل بالفائزين في إبريل من العام التالي.

ثالثا- الأهداف

1- تعميق إيمان المعلمين بأهمية القراءة في اكتساب القيم، وتحصيل المعرفة وإنتاجها.

 2- ترسيخ ممارسة القراءة اليومية لدى جميع المشاركين من المعلمين.

3- تمكين المعلمين من توظيف القراءة في تحسين أدائهم المهني وحل مشكلاتهم اليومية.

4- تقديم المعلمين نموذجا يحتذي به الطلبة في مهارات القراءة الإبداعية الناقدة.

5- زيادة مدى مساهمة المعلمين في الحراك التربوي والثقافي والاجتماعي.

6- دعم منظومة المعلمين المعرفية لتحسين تنفيذ المناهج عبر القراءة الهادفة.

رابعا- آليات التطبيق

1- يكون منسق (المعلم المثقف) في المدرسة هو نفسه منسق (التنافس المعرفي).

2- تعلن المدرسة عن المنافسة لجميع المعلمين.

3- التسجيل في المنافسة يكون فرديا من المعلم نفسه.

4- الدخول إلى الموقع الرسمي للمشروع الوطني، وملء استمارة التسجيل الإلكترونية.

5- يبدأ المشارك في القراءة ثم التلخيص في الموقع الإلكتروني.

خامسا- شروط الكتاب المقروء

1- عدد الكتب: يقرأ المعلم ثلاثين كتابا باللغة العربية تكون ملائمة في عدد صفحاتها لمستوى المعلمين.

2- المحتوى: يكون ملائما لمستوى المعلمين، وتكون القراءة متاحة في أي من مجالات المعرفة الثقافية والمعرفية والمهنية. ويستثنى من ذلك:

* الموسوعات أو المعاجم أو المصادر العامة ذات الطابع الموسوعي، مثل كتاب الأغاني والموسوعة العربية.

* دواوين الشعر الخالصة.

* الكتب المقررة في المناهج.

* المجلات والدوريات المشابهة للمجلات.

* كتب قواعد اللغة العربية.

* كتب أحكام التلاوة والتجويد.

3- التنوع: لا تقل مجالات الكتب التي يقرؤها المعلم عن خمسة مجالات معرفية موزعة على النحو الآتي:

- خمسة كتب على الأقل في الجانب المهني.

- خمسة وعشرين كتابا آخر في مجالات الثقافة العامة والمعارف.

سادسا- التلخيص

التلخيص في الموقع الإلكتروني، ويكون التلخيص ملائما لحجم الكتاب ووافيا بتقديم فكرة أساسية واضحة، ويتضمن المعلومات الأساسية للكتاب التي تشمل:

- اسم الكتاب، وعدد الصفحات.

- اسم المؤلف، والمترجم إن كان الكتاب مترجما.

- اسم دار النشر.

- نوع الكتاب (المجال المعرفي، مثل: الأدب: قصة، أو مسرحية، أو دراسات أدبية. والعلوم، والفلسفة، وعلم النفس، والتربية،

والتنمية البشرية ...).

سابعا- مراحل التصفيات

1- على مستوى المدرسة: يقوم عليها مدير المدرسة وأمين المكتبة وأحد موجهي الإدارة التعليمية، ويرشح معلم واحد من كل مدرسة.

2- على مستوى الإدارة التعليمية: وتقوم عليها لجنة تختارها المديرية، ويرشح معلم واحد من كل إدارة تعليمية.

3- على مستوى المديرية: وتقوم عليها لجنة تختارها وزارة التربية والتعليم، ويرشح العشرة الأوائل على مستوى كل مديرية، ثم يختار الثلاثة الأوائل من كل مديرية للمشاركة في التصفيات النهائية.

4- على مستوى الجمهورية: وتقوم عليها اللجنة العليا من مؤسسة البحث العلمي، ويرشح فيها العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية، ثم يرتبون من الأول إلى العاشر على مستوى الجمهورية.

ملحوظة: تجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أن تطرأ بعض التعديلات على المواعيد الواردة في هذا الدليل، وذلك في العام الأول فقط لانطلاق المشروع.

وتتم جميع التصفيات على وفق جدول زمني ومعايير محددة تسمى مصفوفات التقدير تنشر ويتدرب عليها قبل التصفيات بوقت كافٍ.

ثامنا- الجوائز والتكريم

1- يمنح الفائز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية يمنح: مليون جنيه، ولقب المعلم المثقف، وكأس المعلم المثقف، وميدالية المعلم المثقف، ورحلات ثقافية مغطاة إعلاميا للأوائل إلى أكثر مكتبات العالم تميزًا مثل المكتبة الوطنية في سنغافورة أو اليابان أو بلجيكا. 

2- ويمنح الفائز بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية: نصف مليون جنيه مصري، وميدالية المعلم المثقف، وشهادة تقدير، ورحلات ثقافية.

3- ويمنح الفائز بالمركز الثالث على مستوى الجمهورية: ربع مليون جنيه مصري، وميدالية المعلم المثقف، وشهادة تقدير، ورحلات ثقافية.

4-10: ويمنح الفائزون بالمراكز من الرابع حتى العاشر على مستوى الجمهورية: 100 ألف جنيه مصري، وميدالية المعلم المثقف، وشهادة تقدير، ورحلات ثقافية مغطاة إعلاميا للأوائل إلى أكثر مكتبات العالم تميزًا مثل المكتبة الوطنية في سنغافورة أو اليابان أو بلجيكا.

ويحصل المنسق والمحكمون في المدرسة التي فاز أحد معلميها بأحد المراكز العشرة الأولى على نسبة 10 % من قيمة الجائزة المالية للفائز وشاهادات تقدير.

ويحصل سائر المعلمين الفائزين بالمراكز العشرة الأولى على مستوى كل محافظة على شهادات تقدير.

تاسعا- معايير التقويم

تتمحور معايير التقويم حول محورين، هما: طبيعة الكتب، والفهم والاستيعاب. ولكل محور بنود تقويمه.

(3)

لكن الاشتراك أوجد إشكالات سأورد بعضها هنا.

ما هي؟

أولاها تحديد المراد بـ (كتب قواعد اللغة العربية) المستبعدة من المسابقة؛ فهل يراد بها كتب الصرف والنحو التعليمية فقط؟ أم هل يراد بها العلمية أيضا؟ وهل تندرج كتب البلاغة فيها مثل (دلائل الإعجاز) لعبد القاهر الجرجاني؟ أم هل تراه غير مندرج؟ إن مَنْ سنّ هذا الشرط كان المفهوم داخله واضحا له، لكنه لم يضع نفسه موضع معلم اللغة العربية المتسابق وإلا لتريث وتمهل أو لأوضح وحدد!

وثانيها تحديد نسبة التلخيص فإن الكتب ستكون من ذوات المئات، فكيف ستكون النسبة؛ ففي كتاب يبلغ 440 صفحة مهما كانت النسبة صغيرة فإن كم التلخيص سيكون كبيرا.

وثالثها نسبة الكتاب إلى مجاله المعرفي عند الإدارج في المجال المعرفي؛ فإن المجالات المعرفية المدرجة مسبقا في الموقع أربعة، هي: ديني، وأدب، وقصص، وتاريخ. فإن أراد المريد إدراج كتاب في طرق التدريس ففي أي عنوان من العناوين السابقة سيضعه، وكنت أفضل أن يكون هذا الحقل متروك للمشترك من دون تحديد مسبق.

ورابعها في شرط ذكر الناشر في التوثيق.

كيف؟

يحافظ المشروع على شخصية الكتاب، فيشترطان ذكر معلومات الغلاف جلها من عنوان ومؤلف وناشر، ويذرون رقم الطبعة وبلد النشر وسنة النشر. وهذا تدريب على التوثيق العلمي الذي يعلمنا إسناد القول إلى صاحبه، وقد قال علماؤنا: من أسند فقد أحال، أو من أسند لك فقد أحالك. لكن قد يتخلف شيء من معلومات الغلاف كالناشر، ويكون الكتاب ذا قيمة، فهل سيستن المشروعان بالأبحاث العلمية التي تجيز إن لم يكن للكتاب ناشر كتابة (د ن، أي دون ناشر)، ويقبلان الكتاب ذا القيمة إن لم يكن له ناشر مذكور؟ أم هل نسقط الكتاب حفاظا على الشرط؟ وأرى أنه لا بأس في ذلك ولا منه إن لم يكن كثيرا في قائمة الكتب المرصودة؛ فهذا مراعاة للواقع.

وسوم: العدد 859